خاص الهديل….
قهرمان مصطفى
السباق نحو البيت الابيض لم يعد طريقه صعباً بالنسبةللمرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد اعلان منافسه من الحزب الديمقراطي والرئيس الحالي جو بايدن؛ ولكن الطرق السهلة، دائماً ما تكن معرضة للمفاجآت، ففي ظل الانسحاب الذي شهده السباق الرئاسي الامريكي تبقى هناك تأثيرات من شأنها أن تكون ليست من صالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
فعلى الرغم من أن هناك عدة عوامل دفعت جو بايدن للانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية رغم إصراره على أنه المرشح الأجدر والقادر على مواجهة وهزيمة ترامب، إلا أن استطلاعات الرأي التي أكدت أن ترامب الأعلى والأكثر حظاً، وما حدث لبايدن بعد المناظرة الأخيرة بينه وبين ترامب، وبعد أن ظهر أمام العالم والرأى العام الأمريكي أنه يُعاني من ضعف في اللياقة الذهنية والبدنية بما لا يؤهله لدورة رئاسية جديدة، وبعد واقعة اغتيال ترامب التي ساهمت بقوة لصالح منافسه ترامب، دفع الديمقراطيين إلى مراجعة حساباتهم وإعادة النظر من جديد، بل الضغط على بايدن للانسحاب والدفع ببديل، وهو ما ظهر بقوة في تصريحات أوباما وعدد من الكبار في الحزب الديمقراطي خلال الأيام الماضية.
لتؤتي هذه الضغوط ثمارها، وينسحب بايدن ويدعم كامالا هاريس، ويفرح ترامب ويتهم بايدن بأنه الرئيس الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، وأن هزيمته لـ “كامالا هاريس سهلة للغاية”، ثم يخرج الجمهوريون ويرفعون من سقف مطالبهم بأن الانسحاب لا يكفي وإنما لابد من استقالة بايدن من رئاسة الولايات المتحدة خلال مدته المتبقة التي تبلغ 6 أشهر، متهمين الديمقراطيين بالنفاق، فكيف يضغطون على بايدن للانسحاب لأنه غير لائق لرئاسة الولايات المتحدة لولاية ثانية ثم يدعمونه للبقاء رئيساً للولايات المتحدة 6 شهور في ظل توترات عالمية كبيرة. لكن السؤال الذي سيتم طرحه الآن؛ كيف سيؤثر انسحاب بايدن من السباق الرئاسي على حظوظ ترامب؟! وهل سيؤثر هذا الانسحاب على حرب غزة؟؟!
نعم؛ قد يؤثر انسحاب جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني أيضا على حملة خصمه الجمهوري دونالد ترامب الذي يعتبره هدفه الديمقراطي المفضل.
فلعدة أشهر، ركز دونالد ترامب وحلفاؤه على المخاوف بشأن صحة الرئيس المنتهية ولايته والبالغ 81 عاماً، وشاركوا مقاطع فيديو لكل تلعثم وخطأ وتعثر في تصريحاته.
من المتوقع أن تدخل السيناتور السابقة عن ولاية كاليفورنيا البالغة 59 عاما، والتي أصبحت أول امرأة وكذلك أول شخص أسود وآسيوي يتولى منصب نائب الرئيس، في منافسة مع شخصيات أخرى من الحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح.
ليأتي دونالد ترامب مؤخراً ويقول “سأترشح وأقوم بحملة، سواء كانت ضده أو ضد أي شخص آخر”، في إشارة إلى استطلاعات الرأي التي منحته أيضا أفضلية ضد العديد من الديمقراطيين الآخرين.
في حين أظهر الناخبون في استطلاعات الرأي منذ أشهر رغبتهم في أن يمثلهم مرشح أصغر سنا. وبالتالي فإن اختيار حاكم ديمقراطي شاب، من ولاية رئيسية، يمكن أن يمثل تهديدا للمرشح الجمهوري الذي سيبلغ 82 عاما في نهاية فترة ولاية ثانية محتملة.
ومن المحتمل أن يشكل ترشيح كامالا هاريس خطراً أيضا لأنها قد تجتذب المزيد من الناخبات اللاتي يصوتن تاريخيا أكثر من الرجال ويشكلن نقطة ضعف للحزب الجمهوري.
وفي حال حصولها على بطاقة الترشح، ستواجه المدعية العامة السابقة أول رئيس يُدان في محاكمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة وما زال ملاحقا في قضايا أخرى.
إضافة إلى ذلك، جسّدت كامالا هاريس الدفاع عن حق الإجهاض في إدارة بايدن، وهو موضوع مثير للجدل تضرر منه الحزب الجمهوري سابقا في صناديق الاقتراع.
أما فيما يخص حرب غزة؛ فمن المحتمل أن انسحاب بايدن لن يكون له أثر على حرب غزة بشكل كبير، لأن السياسات الأمريكية ستكون في الأغلب هي نفس السياسات، لكن علينا أن نضع في الاعتبار عدة سيناريوهات ومتطلبات مرحلية، منها، أن “بايدن” قد يرى أن انسحابه كان بسبب انحيازه المطلق لإسرائيل وتورطه في دعم حرب إسرائيل على الشعب الفلسطيني، ما يجعله يُزيد من الضغط على نتنياهو لعقد صفقة تبادل أسرى لتحقيق أي نجاح للاتفاق الذى تبناه.
أو أن الديمقراطيين يقررون الضغط على نتنياهو للتهدئة، ولتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وذلك لاعتبارات الفوز بالانتخابات الأمريكية، وأن لا يكون موقفهم من حرب غزة سبب خساراتهم، ومن أجل تفويت الفرصة على ترامب في توظيف الحرب لصالحه، أو منعه من تحقيق نجاح في إنهاء هذه الحرب حال فوزه، لأنه تحدث وقال: إنه فور فوزه سيتم فرض السلام حتى ولو بالقوة، وفى نفس الوقت سيراعون اللوبي الصهيوني بمواصلة دعم إسرائيل واتباع سياسات تخدم إسرائيل حتى لا يتم خسارته في الانتخابات، ما يعني هذا استمرار سياسة بايدن والديمقراطيين تجاه إسرائيل مع زيادة من الضغط على نتنياهو لقبول التهدئة حتى ولو تنفيذ مرحلة أولى فقط من الاتفاق الخاصة بتبادل المحتجزين.
نهاية .. من المؤكد أن انسحاب بايدن وارتفاع مؤشرات ترامب بالفوز بالانتخابات طريقاً وعراً من جهة دعم بايدن لنائبته كامالا هاريس، وأيضاً سيلقى بظلاله على حرب غزة من جهة اخرى؛ لكن علينا أن نعلم في النهاية أن دعم إسرائيل ثابت من ثوابت الخارجية الأمريكية بعيدا عن من يدير الولايات المتحدة الامريكية.