ماذا سيقول نتنياهو في أميركا؟
كتب عوني الكعكي:
كانوا في قديم الزمان يقولون «الذين استحوا ماتوا»، طبعاً القصة معروفة، ولكن هذه القصة تنطبق على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي هرب الى أميركا خوفاً من الكنيست الإسرائيلي… وذلك لأنّ العطلة الصيفية للكنيست تبدأ في 28 من هذا الشهر، وبذلك يكون في أمان من الملاحقة ومن السجن.
كل هذا ليس مهماً… ولكن المهم ماذا سيقول نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي؟
أولاً: هل سيقول إنّ مساحة غزة تبلغ 360 كيلومتراً مربعاً، وإنّ إسرائيل العظمى التي تحصل سنوياً على مليارات مساعدات ومليارات أسلحة هي عاجزة عن تحقيق أي انتصار على غزة؟
ثانياً: أم أنه سيقول إنه قتل 40 ألف طفل وامرأة، و80 ألف جريح، وأنه دمّر غزة عن بكرة أبيها، ولكنه لا يزال لا يستطيع أن يترك دبابة واحدة في شمال غزة؟
ثالثاً: هل يطلب مزيداً من الوقت، لأنّ 10 أشهر لم تكفه فهو بحاجة الى مزيد من الوقت؟ وكذلك إن أهم وأحدث القنابل والطائرات التي حصل عليها من أميركا لم تُـجْدِ هناك نفعاً مع ان وزنها 2000 طن، ويمكن أن تقتل مزيداً من المساكين الفلسطينيين؟
رابعاً: هل سيقول لنا نتنياهو كيف قضى على جميع كنائس غزة التاريخية وعلى المساجد التاريخية وعلى الجامعات وعلى المدارس وعلى 25 مستشفى؟
وهنا عندي سؤال للمجرم: هل ما يفعله في تدمير المدارس والكنائس والمساجد والمستشفيات ومراكز «الأونروا» كلها هذه أهداف عسكرية؟ والسؤال الأهم هو: عندما يسمع الشعب والكونغرس الأميركيان هل سيصدقون ما يقوله نتنياهو؟ وماذا عن التظاهرات التي عمّت كل الجامعات الأميركية؟ وماذا عن تغيير الرأي العام في أميركا، وماذا سيقول لهم؟
الجميع يعلم أنّ هناك جالية يهودية في أميركا، وأنّ لها تأثيراً كبيراً على الانتخابات الرئاسية، ولكن هناك أيضاً أفراد من الجالية سيقولون لنتنياهو:
أولاً: لقد وعدت بالقضاء على حركة حماس وذلك خلال أيام، وها نحن اليوم بعد مرور 10 أشهر لا تزال لا تستطيع أن تترك دبابة تدخل غزة، فأين وعدك؟
ثانياً: وعدت بتحرير المخطوفين وبدل تحريرهم يأتينا خبر بالقضاء على واحد أو اثنين أو ثلاثة، وهنا يمكن أنك تنتظر القضاء على المخطوفين قتلاً بالغارات أو بالقصف المدفعي أو بسبب نقصان في الأدوية أو بسبب سوء التغذية، كل هذه تنتظرها لأنك تخاف من السلام، تخاف أن تقول إنك فشلت، وتخاف أن تقول إنّ الجيش الاسرائيلي «الجيش الذي لا يُقهر» قُهر، وتخاف أن تقول وتعترف بأنّ هذا الشعب العظيم ومن دون وجود الحد الأدنى من الإمكانيات البشرية والمالية والأسلحة والحصار، وأمام كل هذه الآلات التي تدمّر البشر والحجر لا يزال صامداً يقول لك إنه يريد دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ويحكمها فلسطينيون يختارهم الشعب الفلسطيني لا الأنظمة العربية أو الأجنبية.
هذا الشعب انتصر ويحق له أن يعيش، ويستحق أن تكون له دولة.
اما أنت يا قاتل الأطفال ومبيد الشعوب، فسيكون مصيرك أكثر مما تتوقع، فهناك 3 سجون تنتظرك: واحد في فلسطين، والثاني في جنوب أفريقيا والثالث كمجرم حرب.
اما القصاص الكبير فهو عند ربّ العالمين الذي يمهل لكنه لا يهمل.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*