خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
ربما كان نتنياهو هذه المرة يريد فعلاً إبرام صفقة تبادل أسرى ووقف نار في غزة خلال هذه الفترة..
والسبب هو أن التوقيت لصالحه.. فإذا كان نتنياهو تمنّع طوال الأشهر الماضية عن إبرام صفقة خوفاً من معارضة بن غفير وسموتريتش لها وتنفيذ تهديدهما بفرط الحكومة؛ فإن نتنياهو لديه منذ يوم بعد غد الجمعة حتى آخر أوكتوبر فرصة لأن يتحرر من تهديدات الثنائي المتطرف له، وذلك انه خلال هذه الفترة سيكون الكنيست في عطلته الصيفية ولن يكون بإمكان لا بن غفير ولا غيره إسقاط الحكومة وطرح الثقة بها..
.. وعليه هناك توقع حالياً بأن نتنياهو وصل للتوقيت المناسب له كي يبرم صفقة، ويسير بالسيناريو المستقبلي التالي:
النقطة الأولى في هذا السيناريو – إعلانه مع بدء أول يوم في عطلة الكنيست موافقته على صفقة تبادل الأسرى؛ وقيامه بتسليط الضوء على نفسه بأنه “بطل تحرير الأسرى”، ليس فقط الإسرائيليين بل أيضاً الأميركيين؛
ثانياً- مقايضة موافقته على إبرام صفقة تشمل أيضاً الأميركيين، بجعل إدارة بايدن توافق على قدر كبير من المطالب الإسرائيلية: أسلحة ومواقف سياسية، الخ..
ويجدر هنا – وبخصوص هذه النقطة الثانية – فتح هلالين لملاحظة أن بايدن قدم لإسرائيل حتى اليوم مساعدات عسكرية بقيمة ٦ ونصف مليار دولار؛ ما يجعل بايدن يستحق فعلياً لقب أنه أكبر صهيوني مر على البيت الأبيض؛ وبالمقابل هناك خشية من أن ترامب لن يقدم لإسرائيل المال إلا على نحو محسوب، وهو سيكون فقط سخياً بالمواقف اللفظية والسياسية؛ وعليه فإن نتنياهو سيستعجل أخذ ما يستطيع من مساعدات عسكرية ومالية أميركية قبل أن يغادر بايدن البيت الأبيض ليحل مكانه بحسب التوقعات ترامب الذي يفضله نتنياهو لأسباب سياسية تخصه، ولكن ليس لأنه أكرم من بايدن مع إسرائيل..
النقطة الثالثة في سيناريو نتنياهو القيام خلال أشهر عطلة الكنيست إما باحتواء معارضة بن غفير وسموتريتش أو ترتيب صفقات تعوض خروجهما من الحكومة؛
النقطة الرابعة هو دعوة نتنياهو لانتخابات مبكرة يحدد موعدها مع موعد وصول ترامب للبيت الأبيض كما يأمل ويتوقع..
بكل حال فإن نتنياهو سيبقى في الولايات المتحدة الأميركية لغاية نهاية هذا الأسبوع، وهو سيلتقي معظم مفاصل القرار الأميركي ابتداء من بايدن ونائبته كامالا هاريس ومنافسها ترامب وصولاً لسيناتورات الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ويتوقع نتنياهو حسب تسريبات إعلامية مصدرها مستشاريه؛ أن تسفر جولة لقاءاته الواسعة في أميركا عن تكوين فكرة واضحة لديه حول الوضع الراهن الداخلي الأميركي مما يفيده في بلورة خطة عمل مقبلة له.
وما هو معلوم حتى الآن أن نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس لن يكرر خطأ الخطاب الذي ألقاه المرة السابقة، وهاجم فيه حينها رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما. آنذاك استفز نتنياهو قيادات كبرى أميركية؛ اتهمته بأنه يتطاول على رمز أميركا وسيد البيت الأبيض، ويتدخل بالشؤون الداخلية الأميركية. واضح أن نتنياهو قرر أن يمسك العصا من وسطها في مواقفه العلنية من كل من بايدن وهاريس من جهة وترامب من جهة ثانية؛ أما تحت الطاولة فهو سيدعم حظوظ حليفه ترامب السخي سياسياً على دعمه شخصياً، رغم ما بينهما حالياً من خلاف سيسعيا لتصفية ذيوله خلال لقائهما غداً.
يبقى المهم في كل زيارة نتنياهو لأميركا، هو ما إذا كانت ستنتهي على إعلانه قرار البدء عملياً في إبرام الصفقة؛ أم أنه سيناور هناك أيضاً، ويستمر بإعلان موقفه المراوغ نفسه، والقائل: نحن نقترب من الصفقة!!