خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
لا يزال خطاب نتنياهو أمام الكونغرس يحظى باهتمام، وذلك انطلاقاً من عدة زوايا: الأولى مدى تأثيره على سير إبرام صفقة تبادل الأسرى التي لا تزال عالقة داخل مصيدة مناورات نتنياهو. الثانية كيف ستنعكس الزيارة على الداخل الإسرائيلي. والثالثة بأي اتجاه سيوظف نتنياهو نتائج الزيارة.
داخل إسرائيل؛ كان متوقعاً أن يجد الانقسام العامودي هناك تعبيره بمناسبة التعليق على خطاب نتنياهو؛ المعارضة اعتبرته حلقة جديدة من فشل نتنياهو بإخراج إسرائيل من دوامة حرب غزة. واليمين الحليف له اعتبره نصراً سياسياً ودبلوماسياً.
داخل أميركا أيضاً حدث نفس الانقسام بين مؤيدي إسرائيل على نحو أعمى وبين مؤيدي إسرائيل بتحفظ هذه المرة.
ولكن ضمن هذا الروتين المسيطر على أحداث حرب طوفان الأقصى منذ تسعة أشهر؛ برز جديد وهو الكلام عن أن نتنياهو ناقش مع بايدن موضوع الجبهة اللبنانية.
والواقع أن بيروت استقبلت في الأسبوع الأخير الكثير من التسريبات الخارجية التي تحذر من أن إسرائيل أخذت قرار شن حرب على لبنان، وأن نتنياهو سيحاول في أميركا الحصول على غطاء أميركي له؛ وتوقعت هذه التسريبات أن يلجأ نتنياهو إلى عقد مقايضة بين “غطاء بايدن للحرب” مقابل حصول الحزب الديموقراطي على أصوات اليهود الأميركيين..
وهناك تشكيك بهذه المعادلة؛ ذلك أن نتنياهو سيحتاج لوقت حتى يعرف كيف ستذهب رياح نتائج الإنتخابات الأميركية؛ زد على ذلك أن البنتاغون لا يزال عند موقفه بخصوص عدم توسعة الحرب؛ وهذه الرؤية موافق عليها بايدن بالكامل.
والتطورات الجديدة على هذا الصعيد هو أن الجيش الإسرائيلي بات قريباً او حتى موافق على ضرورة توجيه ضربة كبيرة للبنان؛ وهدفه من ذلك إعادة ترميم صورة الردع؛ وإعادة الهيبة للجيش الإسرائيلي.
ومؤخراً أرسل الجيش الإسرائيلي تصوراً للقيادة الوسطى الاميركية تضمن التالي:
أولاً- الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ مناورة (عملية) برية في جنوب لبنان.
ثانياً- يطلب الجيش الإسرائيلي الحصول على أسلحة من أميركا تخص هذه العملية العسكرية ضد حزب الله.
ثالثاً- يطلب الجيش مشاركة القيادة الوسطى الأميركية معه بتخطيط الحرب ضد حزب الله.
رابعاً- يطلب الجيش الإسرائيلي أن تعزز القوات الأميركية من وجودها العسكري في المنطقة خلال الحرب مع الحزب.
لم يتسرب ما إذا كانت القيادة الوسطى الأميركية ردت بالإيجاب أو بشكل سلبي على تصور الجيش الإسرائيلي؛ وهناك توقع حالياً بأن نتنياهو سيسأل القيادة السياسية الأميركية عن موقفها من طلب الجيش الإسرائيلي منها، تغطية حرب ضد لبنان بغية استعادة صورة الردع وإبعاد خطر وحدة الرضوان عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
في لبنان تسمع هذه الأيام بقوة طبول الحرب؛ وبنفس الوقت تؤكد مصادر حزب الله أن ما يحدث هو مجرد حرب نفسية ترافق ربع الساعة الأخيرة قبل اعلان صفقة لوقف حرب غزة.