الهديل

خاص الهديل: “نتنياهو في الكونغرس: تزييف الحقائق وتصفيق الجريمة”

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى…

في خضام ما ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه الذي استمر حوالي 55 دقيقة أمام الكونغرس الأمريكي، محاولا به بشتى الطرق التغطية على جرائمه وفشله في حربه العدوانية على غزة والأراضي الفلسطينية، معتمداً على الكذب والمغالطات والمبالغة والمراوغة، لكن الغريب في الأمر هو التصفيق المصاحب للخطاب والذي اعتُبر كثيرون بالمفرط والمبالغ به، بحيث تم التصفيق له أكثر من مائة مرة طيلة الخطاب، ما يعني أنه بمثابة صفعة جديدة على وجه الحضارة الغربية، بل أزيد القول إن هذا الخطاب بمثابة مسمار فى نعش الديمقراطية الأمريكية والغربية.

 

تبعات خطاب طفل اميركا المدلل لم يكن في صالح نتنياهو حتى ولو كان هناك من يرى أنه استطاع استعادة قدر كبير من مكانته الدولية التي خسرها نتيجة الحرب، كما عزز الروابط الإسرائيلية الأمريكية رغم التباين مع الرئيس جو بايدن، إلا أن هذا الرأي مردود عليه، بأن ليس معنى التصفيق أنه استرد مكانته، لأن العالم يعرف أن نتنياهو يكذب، وهو ما أكدته نانسي بيلوسى بعد الخطاب، إنه ليس مجرم حرب فقط بل كاذب، فكيف سيصدق العالم شخصا يقول: إنه لم تكن هناك نية لقتل مدني واحد ، والعالم – حتى ولو كان متخاذلاً – يرى القتل الممنهج لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، وأيضا المجازر التي ترتكب يومياً، وقرارات محكمة العدل الدولية وكذلك قرار المحكمة الجنائية بأنه مجرم حرب، فقولا واحدا، ما فعله نتنياهو من كذب وتضليل يؤكد حقيقة واحدة أنه ما زال يستهزأ بعقول العالم بشكل عام وبالأمريكان بشكل خاص.

ولأنه أراد أن يثبت للعالم أن إسرائيل لها اليد العليا حتى على الولايات المتحدة، بل وصل به الحال ادعاء أن إسرائيل هي من تحمي الولايات المتحدة الأمريكية، وأن العدو الأول والمشترك للبلدين هو إيران، وأن التظاهرات الطلابية من يمولها هم الايرانيون فى إشارة استهزاء واستخفاف بالأجهزة الاستخباراتية والأمنية الأمريكية، بل استخفاف بالدولة العميقة بالولايات وأن إيران تخترق الأمن القومى الأمريكي..

واستكمالا لمسرحية الكذب والاستهزاء فى الكونغرس جاء نتنياهو ليؤكد أكثر من مرة طيلة خطابه على وحشية حماس! بفلقد بدأها باصطحابه معه مجموعة من أسر المخطوفين ورهينة محررة وعدد من المقاتلين إلى قاعة الكونغرس، ثم الإسهاب في عرض دورهم خلال الحرب، ما يعني مزيداً من الاستهزاء، وأنه يريد إطالة الحرب وأنه غير راغب فى إنهاء صفقة بايدن بشأن الرهائن، وهو ما تم تأكيده بتأجيل زيارة الوفد الإسرائيلي للأسبوع المقبل

ختاماً.. نتنياهو استطاع أن يحول جلسته بالكونغرس إلى مسرحية هزلية وعار كبير ستدفع ثمنه الولايات المتحدة بعد استضافة مجرم الحرب يرتكب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية والتجويع.. فالإنسانية حتى لو فقدت كرامتها زمن فلن تفقدها طول الزمن..

Exit mobile version