الهديل

خاص الهديل: من المهم الاستماع ل”يتسحاق بريك”..

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

يوجد في إسرائيل “حالة” أو ظاهرة لديها مصداقية لدى مستوطني الكيان اسمها إسحاق بريك؛ وهو ضابط متقاعد وذاعت شعبيته وتعاظمت أعداد متابعيه، نتيجة انه قبل فترة ليست صغيرة من وقوع عملية ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ توقعها ونبه منها وقال إن إسرائيل ذاهبة لحدث عسكري كبير لن يكون بمقدورها مواجهته.

ويوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ حدث ما توقعه إسحاق بريك؛ ومنذ ذاك اليوم اكتسبت كل كلمة يقولها أو يكتبها بريك مصداقية وصدى واسعاً بين الإسرائيليين.

أمس كتب يقول التالي: 

80 بالمئة من مئات الكيلومترات من أنفاق حماس لا تزال بتصرفها، ويصل عدد المقاتلين الحماسيين إلى عشرات الآلاف.

 يجب أن يفهم الإسرائيليون جيداً أن قتل قادة من حماس وحزب الله لن يقود إسرائيل إلى النصر، لأن كل شخص من هؤلاء القادة لديه عدة بدائل.

كل يوم يمر في حرب “السيوف الحديدية” يعمل عملية انهيار دولة إسرائيل.. الجيش منهك وخاصة جنود الإحتياط الذين لم يعودوا قادرين على تحمل الثقل وحدهم لأنه ليس لديهم بديل..

(يجد فتح هلالين لإدراج الملاحظة التالية تعليقاً على كلام بريك بخصوص ان قتل قادة حماس وحزب الله لا يفيد، لأن هناك بديل لهم يحل مكانهم في الميدان؛ بينما الاستمرار برمي ثقل القتال في إسرائيل على جنود الإحتياط؛ يؤدي إلى تآكل دولة إسرائيل؛ والسبب هو أنه ليس لجنود الإحتياط المتعبين، بديل يحل مكانهم). 

الأوهام التي يحاولون بيعها – والكلام لا يزال لبريك – للجمهور الإسرائيلي بأن إسرائيل ستسقط حماس في لحظة واحدة هي عملية احتيال كبيرة لا علاقة لها بالواقع..

(الملاحظة التي تفرض نفسها هنا هو أن بريك لا يتفرد بهذا الرأي؛ بل بات معظم خبراء إسرائيل العسكريين يقولون إن مقولة “النصر المطلق” التي يتحدث عنها بنيامين نتنياهو لا تتعدى كونها شعاراً سياسياً غير قابل للتحقق؛ ولا يمكن اعتبارها وفق كل المعايير السياسية والعسكرية العلمية انها تمثل استراتيجية عمل عسكرية؛ وفي توصيف آخر يقول خبراء إسرائيليون ان شعار سحق حماس لا يعبر عن منطق عسكري مقنع؛ بل يعبر عن منطق ثأري وانتقامي ليس له على أرض الواقع أية فرصة للتحقق. ويقول هؤلاء إنه من الأسباب التي جعلت شرائح غربية واسعة تكشف زيف ادعاءات إسرائيل ضد الفلسطيني وضد حماس، هو أن هذه الشرائح لاحظت أن إسرائيل لا تخوض – كما تقول – “حرب دفاع عن النفس” ولا “حرب دولة ضد إرهابيين”؛ بل تخوض عملية انتقام فارغة من أي بعد سياسي استراتيجي أو إنساني). 

يختم يتسحاق بريك قائلاً: وفقاً لكل الوقائع فإن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من تحقيق النصر على حماس..

(وهنا في ختام التعليق على كلام بريك يجدر تسجيل الملاحظة – الخلاصة: أولاً بريك لدى آرائه مصداقية كونها مجربة وكان ثبتت مصداقيتها وثبت أن بريك ضابط استراتيجي يعتد بنظرته لوضع إسرائيل العسكري.. ثانياً بريك يركز على أمور أساسية يبني عليها تقويمه للنتائج التي ستسفر عنها “حرب طوفان الأقصى” التي تسميها المصطلح الإسرائيلي “حرب السيوف الحديدية”؛ وهذه النتائج بنظره تقول إن الجيش لن ينتصر على حماس؛ وأن حماس لا يزال “بتصرفها” – حسب توصيفه – عشرات الآلاف من المقاتلين و٨٠ بالمئة من الأنفاق. وبمقابل انه لا يمكن النصر على حماس؛ فإن إسرائيل- ودائماً بحسب بريك – ليست فقط ذاهبة للهزيمة بل ذاهبة كدولة للانهيار).

من المهم التذكير بالتوقيع الذي يذيل به الكاتب آرائه هذا؛ انه يتسحاق بريك الضابط المتقاعد الذي توقع واقعة ٧ أكتوبر قبل حدوثها..

Exit mobile version