الهديل

د. حمد الكواري: ‏لم هذه الخطيئة الحضارية والثقافية في افتتاح اولمبياد باريس ٢٠٢٤؟

د. حمد الكواري:

‏لم هذه الخطيئة الحضارية والثقافية في افتتاح اولمبياد باريس ٢٠٢٤؟

‏هو السؤال الجوهري الذي يطرحه كل من شاهد حفل افتتاح ⁧‫أولمبياد باريس‬⁩ الذي انساق حفل الافتتاح إلى ⁧‫ازدراء الأديان‬⁩ وكانت الرسالة واضحة: هيمنة انحراف أخلاقي على صدارة الحفل في لوحة “العشاء الأخير” التي تعود ل ⁧‫ليوناردو دافنشي‬⁩ وقد رسمها ليبين علاقة المسيح بحوارييه، فحولوها إلى إهانة صارخة للمسيحية.

‏وبضدها تتميز الأشياء
‏نعود إلى افتتاحية ⁧‫فيفا قطر 2022‬⁩ ونتذكر الافتتاح، الذي كان تعبيرا وترسيخا للقيم الانسانية المتمثلة في التعارف والتسامح:
‏(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا).

‏وما أبعد رسائل حفل افتتاحنا عن رسائل أولمبياد باريس، التي اتخذت السخرية من المسيحية وسيلة.

‏إن افتتاحيات المناسبات العالمية يجب أن تعكس القواسم المشتركة للأمم،
‏لا أن تكون مناسبة للإساءة للقيم الإنسانية، ومحاولة فرض طروحات ترفضها كل الثقافات الدينية والإنسانية والترويج للانحطاط الأخلاقي، وتصوير المسيح في شخصية لا تليق!

‏كان لا بد من احترام مشاعر الحاضرين والذين يمثلون كل ثقافات العالم، والمشاهدين من كل مكان في العالم الذين لا يريدون لأطفالهم مشاهدة مثل هذه التوجهات المرفوضة.

‏فرنسا بلد ثقافة فيها الكثير من الأبعاد الإنسانية التي تتفق عليها البشرية، لا يجد معدو البرنامج أكثر من الإساءة للدين المسيحي الذي لا نقبل الإساءة إليه، وإبراز ما ترفضه الأديان والحس السليم.

‏وإني على يقين أنّ فرنسا التي أعرفها وتربطني بمثقفيها روابط الحوار واحترام القيم الإنسانية لا تمتّ بصلة ل”فرنسا افتتاح الأولمبياد” ولكنّ ما قدّم في العرض أساء لفرنسا عامّة واستفز مشاعر كلّ إنسان يحترم الإنسانية.

 

دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية

 

 

 

Exit mobile version