خاص الهديل…
كتب بسام عفيفي
مرة بعد أخرى يظهر بالملموس ولكل من له عينين في وجهه، مدى الشهامة التي يتعامل بها العراق وعلى رأسه الرئيس محمد الشياع السوداني مع لبنان؛ فالزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس نجيب ميقاتي برفقة وفد حكومي رفيع إلى بغداد؛ تعامل معها الرئيس السوداني على أنها زيارة دولة؛ واستقبل الميقاتي والوفد اللبناني المرافق بإرادة أن بغداد تريد كل الخير للبنان.
الذين رافقوا هذه الزيارة سجلوا عدة انطباعات هامة أولها وأهمها أن الرئيس السوداني لا يريد فقط مساعدة لبنان؛ بل ان الانفتاح الإيجابي على لبنان والتعاون لحل مشاكل لبنان هو قرار سياسي في العراق وعند حكومة السوداني.
والحق يقال ان الكثير من الدول العربية انفتحت على لبنان وكان لها أيادي بيضاء على لبنان طوال الفترة الماضية والحالية؛ ولكن بغداد الرئيس السوداني تتعاطى مع لبنان بروحية أن بغداد التاريخ وأم الحضارات تحتضن لبنان الرسالة لكونها تؤمن بأنه بلد عربي شقيق ولأنها تؤمن بأهمية دوره في المنطقة كوطن رسالة.
مرة أخرى يجب الاعتراف بأن لبنان لسبب أو لأكثر من سبب لا يحسن الاستثمار بفرصة القرار الاستراتيجي الموجود لدى الرئيس السوداني بخصوص مساعدة لبنان.. أحياناً والأسباب ربما خارجة عن السيطرة يبدو لبنان وكأنه لا يستطيع ان يساعد نفسه كي يساعده العراق الشقيق.
المهم بغداد تنتهج مع لبنان استراتيجية الصبر معه وتفهم ظروفه الداخلية؛ وبالأساس تنتهج معه إرادة مساعدته كما يجسده الرئيس السوداني.
ثمة خلل لبناني حصل على مستوى تسديد أموال ثمن الفيول من العراق؛ وعلى مستوى تأخر لبنان بإطلاق المنصة وقيام أحد الوزراء بدعوة ناقصة تمثلت بشراء بواخر يتم تسديد ثمنها مبدئياً من أموال جباية للكهرباء التي هي بالنتيجة من أموال عراقية؛ وكل هذه الأخطاء أدت إلى أزمة عدم إفراغ الباخرة في لبنان؛ ما استدعى قيام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بزيارة معالجة ناجحة للعراق تم خلالها استقباله بما يمكن وصفه برحابة صدر عراقية كريمة؛ وبحرص من الرئيس السوداني لجعل زيارة الوفد اللبناني تتم في ظرف انها زيارة دولة من حيث طريقة الاستقبال رفيع المستوى ومن حيث جدول المباحثات الواسع النطاق الذي اشتمل على نقاش مجمل الأمور السياسية والمصلحية المتبادلة بين البلدين وأيضاً على حاجات لبنان من العراق الشقيق.
لقد افتتح الرئيس السوداني المباحثات بين الوفدين الموسعين اللبناني والعراقي؛ وأيضاً الرئيس نجيب ميقاتي الذي تحدث عن كل جوانب العلاقات بين لبنان والعراق، متوقفاً عند تثمين اللبنانيين الغالي لموقف بغداد والرئيس السوداني الأخوي والمساعد للبنان.
خلال الاجتماع طرح كل وزير في الوفد المرافق للرئيس ميقاتي وأيضاً نائب مدير جهاز أمن الدولة العميد حسن شقير تفاصيل عملية التنسيق بين لبنان والعراق ضمن اختصاصه وضمن الملف المسؤول عنه..
كان موضوع الفيول العراقي على طاولة المباحثات وأيضاً أمنياً عرض العميد شقير لمسائل تبادل الموقوفين وأمور أمنية أخرى؛ وكان ضمن النقاش مسائل السياحة والصحة، الخ..
ما يجدر إيضاحه في هذا المجال هو أن لبنان يشتري نقداً بقيمة ٢٠ إلى ٢٥ مليون دولار شهرياً بموجب عقد النفط الخام البالغ مليون طن على أن يتم إطلاق المنصة خلال ثلاثة أشهر واستصدار القوانين اللازمة لتحرير الأموال العراقية الموجودة في مصرف لبنان والعمل خلال ٣ أشهر على اسصدار قوانين تحرير الأموال العراقية والعمل لإطلاق المنصة وتتضمن تقديم لبنان خدمات طبية وزراعية ومعلوماتية مقابل هذه المبالغ العراقية..
إلى ذلك تم الاتفاق خلال زيارة المياحثات اللبنانية اللعراق التي قادها الرئيس ميقاتي على تسهيل حركة الشاحنات اللبنانية وإيجاد آلية فنية تضمن إيصال البضائع مقفلة الى العراق إضافة إلى أمور أمنية مشتركة وصيانة أنبوب النفط والقيام بمشاريع أخرى كثيرة.
يمكن القول ان الرئيس ميقاتي قام بزيارة تزخيم ناجحة للعلاقة العراقية اللبنانية وقد وجد في بغداد الرئيس السوداني الذي يعتبر ملف مساعدة لبنان هو قرار يعبر عن إرادة أخوية لديه لا يحيد عنها..