الهديل

د. حمد الكواري: الجولان جزء من سورية الأبية

‏د. حمد الكواري: الجولان جزء من سورية الأبية

 

(أرض الجولان تشبه عينيك، فماء يجري ولوز وتين
مزقي يا دمشق خارطة الذل وقولي للدهر كن فيكون)
نزار قباني
لا يملك العربي بل وكل إنسان محب للحرية إلا إن يشعر بسرور كبير وتقدير عظيم لمواطني الجولان المحتل، وهو يرى ردة فعل مواطني ‎مجدل شمس في ‎الجولان، يرفضون استغلال العدو لجراحهم فيرفعون أعلام سوريا وفلسطين، ويطردون رموز الشر، الذين أرادوا استغلال جراحهم وأحزانهم على فلذات أكبادهم، لزرع الحقد والكراهيه عندهم لأمّتهم، وأفشلوا هذا المخطط الشرير.
‎الجولان جزء غال من سورية الأبية، محتل منذ عام 1967 وهو من أكثر المواقع جمالا وأهمية واستراتيجية.
وكم هو مؤسف هذا الخذلان الذي يتعرض له الجولان من حكومة الوطن الأم ‎سورية، إذ بدا الجولان وكأنه أرض يتيمة ليس لها من تنتمي إليه أو من عليه مسؤولية تحريرها، بعد أن أضاعها وكم هو محزن ذلك الصمت المطبق المحيط بهذا الجزء الغالي من الوطن السوري والعربي، فلا نسمع إعلاما يتحدث عنه، بحيث أصبح مجهولاً لدى جيل كامل، ولا نسمع صوتاً يسعى للدفاع عنه وعن أهله الكرام في المنظمات الدولية، ويكرر المطالبة به تلو المطالبة، أو يسعى لوضعه على الخارطة السياسية اليومية وتثبيت انتمائه، وهذا هو الحد الأدنى المطلوب، إذ أن هذا التجاهل من جانب الحكومة السورية لغز، ربما لا يصعب حله.
 ما ضاع حقه وراءه مطالب، ولن يتخلى الشعب السوري ولا سكان الجولان عنه. فإن تخلت حكومته عن مسؤوليتها وتخاذلت وشاركت في مسيرة نسيانه، فإني على ثقة أن الشعب السوري الذي أعرفه حق المعرفة أكلت معه وشربت وعرفت أصالته وعروبته وحبه لوطنه ولأمته لن يتخلى أبدا عن الجولان.
تحية للشعب العربي العظيم الذي لن يستطيع أحد – مهما تكالبت القوى – على كسر شوكته أو تخليه عن جزء غال من ارضه.

 

دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية

Exit mobile version