الهديل

خاص الهديل: هل ستتمكن كامالا هاريس من الفوز بالانتخابات وتغيير سياسة أمريكا تجاه حرب غزة؟

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى…

مع انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي ودعمه الكامل لنائبته كامالا هاريس، تتجه الأنظار نحو هاريس كأبرز المرشحين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة. وفي ظل هذه الظروف، يُتوقع أن تحافظ هاريس إلى حد كبير على نهج بايدن في السياسة الخارجية تجاه قضايا مثل الصين وإيران وأوكرانيا. ومع ذلك، قد تتبنى لهجة أكثر صرامةً فيما يتعلق بإسرائيل وحرب غزة، إذا ما حصلت على ترشيح حزبها وفازت في الانتخابات.

فبترشيح كامالا هاريس كبديل لجو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لم يكن للحزب الديمقراطي خيارات كثيرة مقارنة بهاريس، فهي نائبة الرئيس كما أنها امرأة سوداء، أي أنها تنتمي لأقليتين من القاعدة الشعبية والانتخابية للحزب الديمقراطي، إضافةً إلى أنه وحد الحزب خلفها، ومنح طاقة إيجابية لقواعده الشعبية، وأصبحت فرصها فى الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة أفضل بالتأكيد من فرص المرشح المنسحب جو بايدن.

ولكن يبقى السؤال، هل السياسات التى سوف تتبناها المرشحة هاريس ستختلف عن سياسات بايدن، وخاصة فى موضوع غزة؟!!

‏لا يمكننا الاعتقاد أن سياسة هاريس ستشهد تحولاً كبيراً عما عليه بايدن أو غيره مما مضوا على حكم الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستلتزم هاريس بالخط السياسي للحزب الذي يرى أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها؛ ولكن المؤشرات توضح أن هاريس أكثر إدراكاً لأهمية موضوع غزة لقواعد الحزب الديمقراطي وخاصة الشباب منه، وكيف أن استطلاعات رأي أخيرة تظهر أن نحو 6 من كل 10 ديمقراطيين لا يوافقون على الطريقة التى يتعامل بها بايدن مع الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

المرشحة الرئاسية هاريس تستخدم لغة مختلفة في الحديث عن معاناة الفلسطينيين، وبدت أكثر تعاطفاً مع الجانب الإنساني لأزمتهم، وظهر ذلك واضحاً في الخطاب الذي ألقته فى مدينة سالما بولاية ألاباما في مارس الماضي في الذكرى السنوية لأحداث العنف التى تعرض لها السود فى المدينة عام 1965، حيث بدأت الخطاب بالحديث عن غزة وذكرت «ما نراه كل يوم في غزة مدمر، رأينا تقارير عن أسر تأكل أوراق الشجر أو علف الحيوانات، ونساء يلدن أطفالاً يعانون من سوء التغذية، وأطفالاً يموتون من سوء التغذية والجفاف، لقد قُتل عدد كبير من الفلسطينيين الأبرياء، إن قلوبنا تتألم على ضحايا تلك المأساة المروعة وعلى كل الأبرياء في غزة الذين يعانون من كارثة إنسانية واضحة، الناس في غزة يتضورون جوعاً، والظروف غير إنسانية، وإنسانيتنا المشتركة تجبرنا على التحرك.

هناك نقطة اخرى يجب التنبه لها أيضاً، وهي أن هاريس لم تحضر خطاب نتنياهو فى الكونجرس؛ ولكن اجتمعت معه الخميس الماضي، وبعدها أدلت بتصريحات قالت فيها “لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي” “لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح مخدرين تجاه المعاناة، ولن أصمت”.

هاريس الآن أمام اختبار آخر يتعلق باختيار نائب للرئيس، ولديها عدد من المرشحين، منهم جوش شابيرو، حاكم ولاية بنسلفانيا ذات الأهمية الكبيرة في الانتخابات الرئاسية باعتبارها ولاية متأرجحة.

اختيار شابيرو، الذي يؤيد إسرائيل بشدة وأعرب عن إدانته الصريحة للاحتجاجات الأخيرة فى الجامعات بشأن غزة، قد يساعدها في الفوز ببنسلفانيا، ولكن قد يعيد الإنقسام بالحزب، ويضرها في ولاية متأرجحة أخرى مثل ميتشيجان حيث يتمركز العرب الأمريكيون.

في نهاية المطاف، تتواجه كامالا هاريس مع تحديات متعددة تتطلب منها اجتيازها بنجاح للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة. الملفان الأساسيان اللذان ستواجههما هما حرب غزة والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة. كما أن اختيارها لنائب الرئيس سيكون له تأثير كبير على مسار حملتها. بمرور الوقت، سنرى كيف ستتمكن هاريس من التنقل بين هذه التحديات وتحقيق رؤية شاملة تستجيب لتطلعات الحزب الديمقراطي وجمهوره المتنوع.

Exit mobile version