الهديل

نتنياهو لا يفهم إلاّ لغة السنوار

نتنياهو لا يفهم إلاّ لغة السنوار

كتب عوني الكعكي:

 

بات جليّاً أنّ رئيس حكومة العدو الإسرائيلي لا يفهم إلاّ لغة واحدة هي لغة القوة.

ففي الوقت الذي تجري فيه مباحثات بين موفد إسرائيلي ووفد من حركة حماس بوجود المندوب القطري رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والمندوب المصري ويشترك معهم في بعض الأحيان مدير الأمن القومي الأميركي… وبعد ساعات وساعات من الأخذ والردّ وانتظار ساعة لتسلم ردّ الوفد الإسرائيلي وساعة لتسلم ردّ الوفد الفلسطيني، وكلما اقتربت الاطراف من التوصّل الى حلّ أو اتفاق نرى ان إسرائيل تطرح شروطاً جديدة ليتبيّـن ان إسرائيل لا تريد السلام، ولا تفهم بلغة السلام..

الهمّ الوحيد عند إسرائيل هو القتل والتدمير، وكلما وصلت الأمور الى شبه اتفاق نرى رئيس حكومة العدو الاسرائيلي يطرح شروطاً جديدة الهدف منها ألاّ يتم أي اتفاق.

المسألة بسيطة هي أن إسرائيل لا تريد إقامة دولة فلسطينية، والفلسطينيون يريدون دولة فلسطينية… فما هو الحلّ؟

عملية اغتيال مسؤول كبير في حزب الله هو فؤاد شكر في منطقة الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت عقّدت الوصول الى أي حلّ… بل العكس، فإنّ «الحزب» اليوم أصبح مُصرّاً أكثر على مواصلة الحرب، لا بل إنه من المستحيل إلاّ وأن يرد الصاع صاعين لإسرائيل.

وهكذا فإنّ إسرائيل أخذت الأمور الى مزيد من التأزم ومزيد من الحروب.

كذلك، جاءت عملية اغتيال القائد الفلسطيني اسماعيل هنية في غرفة نومه عبر صاروخ أطلق من غواصة مقابل شواطئ طهران.. هذه العملية تؤكد أن إسرائيل لا تريد بأي شكل من الأشكال أي حلّ مع الفلسطينيين.

لذلك، فإنّ هناك سؤالاً لا بدّ أن نوجهه الى القيادة الاميركية التي لا يمر يوم إلاّ وتدعو الى التوصّل لاتفاق، سؤالنا هو: انه وبعد عمليتين اغتالت إسرائيل بهما مسؤولاً لبنانياً كبيراً في «الحزب»، وزعيماً فلسطينياً كبيراً، فأي حلّ ممكن أن تتوصّل إليه المساعي الاميركية؟

طبعاً ليس هناك حلّ، إذ إن اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام المجرم في إسرائيل هي لغة القوة ولغة الحرب.

صحيح أن رئيس حكومة العدو يهرب الى الأمام، وأنه يظن أن موجات الاغتيالات هي الحل الوحيد، واللغة الوحيدة التي يفهمها هو، ولكن في المقابل فإنّ الجميع اليوم أصبحوا يؤيّدون القائدين يحيى السنوار ومحمد الضيف، لأنه تبيّـن أنّ نتنياهو لا يفهم إلاّ لغة واحدة هي لغة القوة والقتل والتدمير.

المصيبة الكبرى أنه وبعد عودة نتنياهو من أميركا، وبدل أن يكون عقلانياً ازداد عنفاً وإجراماً وكأنّ الاميركيين أعطوه الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء.

أمامنا اليوم «حمّامات» من الدم وصوَر مرعبة من التدمير، وأمامنا أيضاً حرب مفتوحة.. فبعد أن هدّد قائد الثورة الايرانية انه يعتبر قتل القائد إسماعيل هنية في طهران اعتداءً إسرائيلياً على إيران مباشرة، وإيران لا تستطيع أن تقف متفرّجة على ما يحدث، فإنّ الأمر بات خطيراً جداً.

الصورة اليوم ان إسرائيل أصبحت مضطرة ان تحارب على أربع جبهات:

الجبهة الأولى هي غزّة والضفة.

والجبهة الثانية مع لبنان.

والجبهة الثالثة مع إيران التي استطاعت إرسال مزيد من السلاح الى حلفائها ممثلين بـ «الحزب» في لبنان والحوثيين في اليمن والجبهة السورية والجبهة العراقية.

السؤال: إلى أين تأخذ إسرائيل المنطقة؟!! أإلى حروب لا تنتهي إلاّ بالنصر، ومن هو الذي سيفوز وينتصر؟

بصراحة، صحيح اننا ندفع الثمن غالياً، ولكن لغة القائد يحيى السنوار هي الوسيلة الوحيدة التي تفهم بها إسرائيل.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version