الهديل

استراتيجية ايران بالرد على اسرائيل دون اشعال حربا …. انتقاماً من نتنياهو

استراتيجية ايران بالرد على اسرائيل دون اشعال حربا …. انتقاماً من نتنياهو

سيمون ابو فاضل

المصدر: الكلمة اون لاين

بات واضحا بأن رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو ، اغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في العاصمة طهران ، و قبله مستشار السيد حسن نصرالله القيادي رقم ٢ فcاد شكر في عمق الضاحية ، لأهداف متعددة واضحة ،وHهمها محاولته استدراج ايران واذرعها الى حرب مع اسرائيل ،بما يفرض دخول والولايات المتحدة الاميركية الى جانب بلاده في حرب واسعة لضرب اي ان مفاعلها النووي واذرعها على مدى ساحات المشاغلة في الإقليم .

ويراهن نتانياهو على ان الرئيس الاميركي جو بايدن ،الذي تباهى منذ سنوات بقوله ” بأنه صهيوني ، وليس من الضروري ان يكون يهودي ليكون صهيوني ، وانه لو لم تكن اسرائيل موجود لعمل على ان تكون موجودة ” , سيدخل حكما الحرب الى جانب تل ابيب ،سيما ان مرحلة الانتخابات الرئاسية عامل مناسب ومشجع على انخراط الولايات المتحدة الاميركية في هذه الحرب التي يأملها نتانياهو لضرب ايران وشل تمددها العسكري في المنطقة .

تبين من التوتر في كلام بايدن مع نتانياهو بان حساباته كرىيس اميركا لا زالت مخالفة لمخططات رئيس حكومة اسرائيل ، وهو يعمل على تطويق التوتر منعا لنشوب حرب واسعة ، تدخلها الولايات المتحدة التي يقودها الديموقراطيون في حرب مع ايران ،عملت مرارا على تجنبها ، سيما ان بايدن ابلغ نتانياهو بانه يدافع عن اسرائيل لكنه لن يقاتل معه لفتح حرب مع ايران ..

انما في المقابل لن تذهب ايران رغم تهديدات قائد الثورة الامام الخامنئي ، الى رد يشعل حربا في المنطقة ،وهي المدركة بان نتانياهو ينصب فخا مشتركا لكل من واشنطن وطهران لوضعهما وجها لوجه ،فتستفيد اسرائيل حكما من ضرب القوات الاميركية لايران ويكون الامر منفذا لضربه مقرات التخصيب النووي ، واضعاف كل الحلفاء الممانعين وتحديدا حزب الله ،من موقعه على تخوم اسرائيل …

اذا رغم التهديدات الايرانية للانتقام من اسرائيل ، فان طهران ستدوزن ردها بحيث لا تدفع نتانياهو لاشعال حرب تدخلها واشنطن للعوامل التالية :

-رغم القرار الواضح للادارة الجمهورية التي تقود الولايات المتحدة ، وتتعاطى مع ايران وفق روحية سياسة المهادنة التي خطها الرئيس السابق باراك اوباما ،بحيث ستعتمد المرشحة الرئاسية كامالا هاريس هذا النهج ايضا مع ايران في حال انتخابها ،لكن طهران ستبقى حذرة من ان يؤدي ردها الى نتيجة واضرار كبيرة ،تجبر واشنطن ان تدخل المعركة التي ستكون على حساب خسارة الجمهورية الاسلامية ومحور الممانعة ..

-باعت ايران منذ تشرين الاول الماضي ،عقب عملية طوفان الاقصى ، كنتيجة لانضباطها وضبطها لسقف الاعمال العسكرية لاذرعها ،في ساحات المشاغلة ، من النفط رغم العقوبات الاميركية اثر تسامح وغض نظر اميركي ،بما يقارب الثلاثين مليار دولار اميركي ، وتوسيعها الحرب سيرتد عليها خسارة اقتصادية ..

-تعي ايران بانه ايا يكن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الاميركية ، فانه سينطلق لمعالجة ملف الشرق الاوسط ،منطلقا من توصيات القمتين العربية والاسلامية ،الذين عقدا في تشرين الثاني الماضي في السعودية ، ولذلك ستعمد الى رد لا يوصل الى حرب ، وفي ذالك تكون اوراقها غير محروقة عند اتفاق اقتسام النفوذ في منطقة الشرق الاوسط ، لان الحرب في ظل مشاركة الولايات المتحدة سترتد سلبا على واقع الممانعة سياسيا وعسكريا ..

-سهلت القيادة الايرانية وصول الرىيس الجديد مسعود بزكشيان ،بهدف تنفيس الاحتقان الداخلي ،لتقديرها بانها ستواجه تحديات خارجية مكثفة ، سواء مع واشنطن اذا ما تم انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب ، و في ظل هذا الواقع ستركز على الملف الداخلي ،وعليه لن تخاطر في توسيع الحرب التي سترتد عليها على اكثر من صعيد .

-لا يخفي مسؤولون اميركيون ،بأن طهران اقتربت من تحولها دولة نووية ، في مقابل كلام اميركي تداوله اعلام اميركي نقلا عن مسؤولين امنيين ،بأن طهران امتلكت القنبلة النووية ،و دخلت نادي الدول النووية ،وتتجنب الانزلاق نحو حرب في الوقت الحاضر ،وهي لا تستطيع تأمين حماية ذاتها ،وان امتلاكها صواريخ باليستية ومسيرات ، هو امر لا يكفي للدفاع عن اراضيها ،لافتقادها الى سلاح طيران نظرا لترسانتها الجوية القديمة وغير المجددة نتيجة العقوبات والحظر الاميركي عليها .

-ان رد حزب الله رغم قدراته الصاروخية التي تتحسب لها اسرائيل ، لن يوصل الى اندلاع حرب في المنطقة سواء كان بالتزامن مع ضربات ايران والحلفاء في ساحات الممانعة ، ام كانت مستقلة وفي وقت مختلف بعدما اعلن امين عام الحزب ،بان العودة الى العمليات العسكرية اليومية ،يبقي توقيت الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر والمستشار العسكري الايراني في عمق الضاحية ، مفتوحا ووفق تقديرات وحسابات حزب الله ، الا اذا فرضت طهران الرد الجماعي على كل الملفاء ، اذ بينت ضربات حزب الله سابقا بالتنسيق مع ايران ،قراره بعدم الوصول الى حرب مع اسرائيل ..

في المقابل كثفت واشنطن من انتشار قواتها البحرية في الخليج العربي ، وكذلك وسع الحلفاء الغربيين الذين صدوا الضربات الايرانية على اسرائيل في ١٣ نيسان ، تموضعهم في المناطق المحيطة باسرائيل ،بهدف اسقاط صواريخ ومسيرات طهران والحلفاء منعا لتحقيقها اهداف داخل الاراضي الاسرائيلة ، تدفع نتانياهو الى اعتماد ذلك وسيلة للرد على طهران واذرعها وتوسيع الحرب .

لذلك فان تأخر الرد ،يحمل كما في السابق تفاهمات في حدها الادنى بين ايران وواشنطن على سقف وحدود الضربة تضعها طهران وديعة لحسن نيتها تجاه واشنطن عند كل من مصر والعراق وسلطنة عمان الذين يشهدون اجتماعات عسكرية و امنية اميركية – ايرانية ،وان كانت ستكون هذه المرة سيأتي رد طهران اكثر زخما ، لكنها لن تكون مدخلا الى حرب تلبية لرغبة نتانياهو .

و الى ذلك يرى مسؤول لبناني ،واسع الاطلاع في الملف الاقليمي وتفاصيله العسكرية-الامنية ،بان المنطقة ليست امام حرب واسعة ، وان ادغام الاغتيالات الاسرائلية مع عمليات ردود الممانعة عليها ، قد يكونان لاحقا ، مدخلا لعقد هدنة في المنطقة حتى انجلاء مصير الانتخابات الاميركية ،اذ حتى حينه بات الجانب الفلسطيني جاهزا للتفاوض بعد التفاهم الذي رعته الصين بين هذه القوى ، وسيلاقي ذلك على خلفية الهدنة او انتهاء الحرب في غزة ،حكومة اسراىلية جديدة ، نتيجة الضغط الاميركي على نتانياهو وصد الضربات الايرانية عن اسرائيل

Exit mobile version