د. حمد الكواري: يهمني رأيكم!!
هل نتخوّف أكثر مما ينبغي من تطوّر التقنيات الحديثة؟
وهل يمكن للإنسان الذي صنع الثورات الرقمية يصبح سيدا لها؟
نعيش في عالم المعرفة عالم جديد يفرض نفسه علينا وهو القراءة الإلكترونيةdigital أو السماع audio، في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال كتاب مقروء أو مسموع أو البودكاست، وأصبح هذا الواقع يفرض نفسه على حساب الكتاب الورقي، وهذا جزء من نتائج الثورة الرقمية، التي قد تدق ناقوس الخطر على الكتاب الورقي.
السؤال المطروح هل هذا تطور إيجابي أو سلبي؟
أو هل يجب أن ننصح به، أو ننصح بالتقليل منه، لكي لا يقضي على الكتاب الورقي، بما يعنيه من ارتباط عاطفي وقدرة أكبر على التركيز، أم نقول أن هذا واقع جديد يفرض نفسه ولا يمكن تفاديه، وأنه تطور علمي إيجابي يحقق إثراءا وتطويرا في محتواه وسيصبح وسيلة رئيسية للتثقيف والمعرفة.
أعترف أنا شخصيا بأهمية هذا التطور المعرفي وأنني أستفيد فائدة كبيرة منه، ولا يمر يوم دون أن أستمع وأستمتع بهذا التطور العلمي الهائل.
وأعترف أن سفراتي الطويلة في الطائرة أو رحلاتي الصيفية أعطتني فرصة للمعرفة من خلال هذه الوساطات لم يكن متاحا.
ولكني أحذر من التعامل معه دون توفر الوعي بحسن الاختيار وخاصة في المحتوى العربي أولا، واستيعاب التعامل الفني معه ثانيا، ويعني ذلك وجود محاذير في مضمون المحتوى أو التعاون التقني.
والمحتوى العربي مقارنة باللغات الأخرى يحتاج إلى جهد كبير كي نجعل منه مصدرا جيدا ومفيدا، وإنَّ كان كمية منه متوفرة، ولكن جزء كبير منها ضعيف المستوى مقارنة باللغات الأخرى كما أن من استفاد من هذا التطور، ليبث محتوى عربيا موجها، وهذا مضر لأن معظم المستفيدين من الشباب الذين لا يتوفر لديهم وعي الاختيار .
ولعلّ من المخاطر الكبيرة أنّ الأجيال الجديدة أدارت ظهرها للكتاب الورقي قياسا بالأجيال السابقة، وانساقت إلى الغوص في بحار الثورة الرقمية دون خلفية فكرية مما يحمّل صُنّاع المضامين العربية مسؤولية جسيمة في تشكيل الوعي الثقافي القادم الذي لا نعرف صورته ولا محتواه ولا رهاناته!
يهمني رأيكم!!!!
Hamad Al-Kawari (@alkawari4unesco) / X