الهديل

خاص الهديل: موعد 15 آب: “مواجهة بين السنوار ونتنياهو” و”سباق على أصوات الايباك بين ترامب وهاريس..”

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

هناك وجهتا نظربخصوص موعد ١٥ آب الذي ضربه الأميركان والمصريون والقطريون لمعاودة التفاوض على صفقة الأسرى ووقف النار:

الأولى تقول إن نتنياهو سوف يستخدمها لشراء مزيد من الوقت لصالح استمرار الضغط بالمجازر على حماس؛ وذلك بمقابل أن إدارة بايدن ستستثمر هذه الدعوة وما ينتج عنها من عودة لحلقة التفاوض المغلقة بخدمة جهود كامالا الانتخابية (القول للناخب الأميركي المسلم والعربي خاصة في ميشيغن ان الرئيس الديموقراطي يحاول ويضغط لوقف النار في غزة).

وجهة النظر الثانية تقول إن بايدن في لحظات ما قبل فتح صناديق الانتخاب في ٥ نوفمبر سيعمل جدياً من أجل إطلاق الأسرى الأميركيين الثمانية لدى حماس؛ والهدف أيضاً من قبض ثمنهم لدى الناخب الأميركي.. أضف أن واشنطن تريد عبر فرض اتفاق وقف النار في غزة قطع الطريق على محاولات تل ابيب الهادفة إلى أخذ الحزب الديموقراطي من حراجة مصالحه الانتخابية لتوريطه في حرب نتنياهو الإقليمية ضد إيران وحزب الله.

وفي خلفية المشهد الخاصة بمصالح إدارة بايدن بخصوص موعد 15 آب يوجد أيضاً لعبة تضاد المصالح بين حماس في نسختها الجديدة الرسمية المنقادة من يحيى السنوار من جهة وبين نتنياهو بنسخته الجديدة المتشكلة من جراء أنه في مرحلة ما بعد خطابه في الكونغرس وعودته من أميركا المتغيرة والتي تشهد تنافساً متعادلاً بين الجمهوري والديموقراطي.

بمعنى آخر فإن حماس رغم الواقع المأساوي في غزة، إلا أنه يُنظر إليها اليوم على أنها في أعلى ذروة القوة وذلك من زاوية أن المُعبّر عن موقفها الرسمي هو يحيى السنوار عينه الذي بات منذ اغتيال اسماعيل هنية، يمسك بمقاليد القرارين السياسي والعسكري فيها،، وبالمقابل فإن نتنياهو يُنظر إليه أو هو أقله ينظر إلى نفسه على أنه في ذروة قوته لجهة أن المرشحين المتنافسين على الوصول للبيت الأبيض هما بأمس الحاجة لدعم “الايباك” المعبر عن مصالح إسرائيل في أميركا.

.. وعلى هذا، فإن يوم 15 آب هو موعد للتباري بين مجموعة أجندات سياسية تعيش حالة تحفز بفعل ما استجد في الآونة الأخيرة من تطورات من ناحية، وبفعل ما ينتظر أطراف أزمة غزة خلال الأشهر القادمة القليلة من استحقاقات من ناحية ثانية؛ ولذلك فإن التقدير العام لما يمكن أن يحصل يوم 15 آب هو واحد من أمرين إثنين:

1-) ان يقرر لأول مرة منذ ١٠ أشهر كل من بايدن ونتنياهو أن يترافقا معاً لغاية المرحلة الأولى من اتفاق الصفقة؛ ما يؤدي إلى إطلاق الأسرى الأحياء وبالتالي تحرر نتنياهو من وقف إطلاق النار ومتابعة خطة أقصى اليمين في غزة والضفة..

2-) ان يخرب نتنياهو الحل كعادته من خلال إدخال شروط جديدة على مطالب إسرائيل؛ وبذلك يكون نتنياهو قد قرر ان يعمل بعكس مصالح بايدن – هاريس؛ وأن يرافق ترامب في مشواره الانتخابي حتى نوفمبر المقبل؛ وذلك على أمل أن يفوز الأخير بالرئاسة وينفذ وعده لنتنياهو بالموافقة على ضم البؤر الاستيطانية في الضفة إلى إسرائيل.

Exit mobile version