الهديل

خاص الـهـديـل: تمسك نتنياهو بالتصعيد: هل يسعى إلى تفجير الأزمة بدلاً من السلام في الشرق الأوسط؟

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى…

في خضم تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، يتضح يوماً بعد يوم أن إصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على ارتكاب مجازر وجرائم حرب في حق الفلسطينين سواء في غزة أو مناطق اخرى في فلسطين، أن دل على شيئ فهو أنه اختار خيار التصعيد حتى الحسم بمعنى آخر قتل ما تبقى من أهالي غزة أو تهجيرهم وذلك تحت ذريعة واحدة ألا وهي القضاء على حماس.. وآخر أفعاله – ليس آخرها بالمعنى الحرفي طبعاً – هي مجزرة مدرسة التابعين التي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد؛ إضافةً إلى أنه يسعى لإطالة الحرب وجر المنطقة إلى حافة الهاوية، سواء من أجل الهروب للأمام خوفاً من المساءلة والمحاكمة جراء قضايا الفساد أو فشله بشأن عملية طوفان الأقصى، ولتنفيذ مخطط شيطاني بمواصلة الحرب للبحث عن المحتجزين ولحسم الأمر.

وعليه، فإن ممارسات نتنياهو تؤكد أنه يبني استراتيجية دفع الإقليم إلى خيارات صفرية والذهاب إلى تصفية الخيارات، والتركيز على خيار المواجهات والتصعيد المتنامي والممتد للجبهات كلها، سواء في جبهة غزة أو مع حزب الله، وإيران معاً.

الشيء الوحيد الذي يمكننا التوصل له؛ هو أن ليس هناك نية حقيقية لنتنياهو للتقدم في مسار المفاوضات، وأن حديثه عن التفاوض أو إرساله لوفود يأتي ضمن إطار الخداع الاستراتيجي والمراوغة، ويؤكد أنه يسعى لجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران وهو ما أكده في الكونغرس الأمريكي.

إذن من العبث التأكيد على أن إسرائيل ستتجه لتهدئة من أي نوع خلال الفترة المقبلة إلا بضغط حقيقي من قبل الولايات المتحدة، وما يؤكد ذلك أن نتنياهو بات يردد كثيراً أن إسرائيل تدافع عن وجودها، ما يتطلب توظيف القوة العسكرية واختبار قدرة الأطراف الأخرى على الرد بما في ذلك الرد الإيراني، لأنه يعلم أن إيران لا تريد مواجهة حقيقية حتى ولو كانت مرغمة عليها

لذا؛ فمن الواضح أن سياسة نتنياهو الحالية تهدف إلى تفكيك كافة الخيارات الدبلوماسية والتفاوضية، عوضاً عن البحث عن حلول سلمية للصراع؛ فإصراره على استخدام القوة العسكرية كوسيلة رئيسية لتحقيق أهدافه، بدلاً من الانخراط بجدية في عملية السلام، يعكس رؤية شاملة تقوم على التدمير والتصفية. ما يحدث في غزة، مثل مجزرة مدرسة التابعين، ليس سوى أحد الأمثلة العديدة على تصاعد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية. وفي خضام ما يحدث، يصبح من الضروري على المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، أن تتدخل بجدية لفرض ضغوط حقيقية على إسرائيل لضمان وقف هذه الجرائم وإعادة الالتزام بعملية السلام، قبل أن يتحول الصراع إلى فوضى لا يمكن السيطرة عليها.

Exit mobile version