الهديل

خاص الهديل: الرد الإيراني بين التهديد والوعيد.. ماذا يحصل؟

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى…

 

في ظل ماتشهده المنطقة من تطورات خطرة تنذر بتفاقم الأوضاع إلى مستويات غير مسبوقة؛ ومع تصاعد حدة التوتر بين القوى الكبرى والإقليمية؛ بات الشرق الأوسط يشبه برميل بارود مهيأ للانفجار في أي لحظة. الوضع الحالي يعكس مشهداً معقداً، حيث يترقب الجميع الرد الإيراني على عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل، والتي شملت إسماعيل هنية في قلب طهران وفؤاد شكر الرجل الثاني في حزب الله في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. وعلى هذا فالتساؤلات تتزايد حول توقيت الرد، وماهي أسباب التأخير المحتمل، وما إذا كانت هناك تفاهمات سرية تُجرى بين الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، وإيران بشأن شكل الرد وموعده.

رغم كل هذه التساؤلات التي تُثار، فإن هناك دلائل واضحة على وجود خلافات داخل النظام الإيراني؛ إيران تلقت تهديدات من الولايات المتحدة وإسرائيل باستهداف قياداتها ومنشآتها الحيوية، وهو ما أشارت إليه التقارير الإعلامية التي تحدثت عن نقل هذه التهديدات عبر قنوات استخباراتية. التقارير أكدت أيضاً أن إيران قد طرحت مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة مقابل الامتناع عن الرد، إلا أن هذا الطرح قوبل بالرفض من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو؛ فهذا الرفض تزامن مع البيان الثلاثي الأمريكي – المصري – القطري، مما أدى إلى تكثيف العمليات العسكرية في غزة، والتي شملت الهجمات على مدرسة التابعين في حي الدرج بشرق مدينة غزة، وأيضاً التصعيد في جنوب لبنان.

ربما يكون هذا الرفض الإسرائيلي هو السبب خلف استقالة نائب الرئيس الإيراني جواد ظريف، المقرب من التيار المتشدد؛ هذا التطور قد يكون مرتبطاً أيضاً بزيادة التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، وإعلان حالة الاستنفار لحماية إسرائيل وتهديد إيران لمنعها من توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل.

في نهاية المطاف، تظل الخيارات مفتوحة أمام إيران وإسرائيل بشأن التصعيد وإمكانية التوصل إلى حرب شاملة قد يدفع ثمنها الجميع. في الوقت ذاته، تظل مأساة غزة قائمة مع استمرار الانتهاكات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين، ويظهر المجتمع الدولي في موقف من التخاذل والعجز، حيث تواصل أطراف ذات مصالح التدخل في أمن شعوب المنطقة. كما يبقى الاستنفار في تل أبيب قائماً، مع مخاوف كبيرة من تفجر الأوضاع وسط حكومة متطرفة تواصل تنفيذ مخططاتها الضارة.

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version