خاص الهديل….
قهرمان مصطفى…
في ظل ما تشهده العاصمة القطرية الدوحة منذ يوم أمس الخميس، جولة جديدة من المفاوضات بين حماس وإسرائيل، وذلك بغية التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل للمحتجزين، وعلى الرغم من التقديرات الإسرائيليين التي تشير إلى أن احتمال تحقيق اختراق في المفاوضات يبدو منخفضا رغم بعض الآمال المعقودة على نجاح الاجتماع في تحريك المياه الراكدة من جديد؛ وبغض النظر عما ستؤول إليه نتائج المفاوضات الجارية؛ إلا أنه لا بد من القاء الضوء على جانب مهم بعيداً عن طاولة المفاوضات الامريكية القطرية المصرية؛ ألا وهو الوضع الداخلي الإسرائيلي وما يواجهه في ظل حربه الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.
لاشك أن إسرائيل رغم الدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة والغرب، واستمرارها لمسلسل أعمال الإبادة الجماعية والقتل والقصف والاغتيالات؛ تتلقى هزائم استراتيجية وخسائر اقتصادية، وتعاني أزمات سياسية واجتماعية، إضافةً إلى الرعب الذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي الآن خوفاً وهلعاً من الرد الإيراني المحتمل في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ببيروت، لتتحول الحياة في اسرائيل إلى جحيم لا يُطاق.
نعم يمكن القول عنه إنه “جحيم لا يُطاق”؛ فمشاهد لجوء الآلاف إلى المخابئ وتوقف حركة المطارات، والمصانع المتوقفة، ودوي صفارات الإنذار كل ساعة تكشف زيف هذا المجتمع وكذب الادعاء بالقو؛ إضافة إلى تخوف الولايات المتحدة والغرب من اتساع دائرة الحرب أو نشوب حرب إقليمية تهدد وجود إسرائيل ما جعلهم في حراك غير مسبوق لإيقاف الحرب وتدارك الموقف وعدم تصعيد الأمور.
والعجيب أن كل هذا الرعب الإسرائيلي يسيطر على الحياة في الكيان رغم أن الردود الإيرانية السابقة لم تخرج عن قواعد الاشتباك المتفق عليها، وأن الولايات المتحدة ما زالت تملك زمام الأمور في تعاملها مع طهران؛ لذا فإن مشاهد الرعب في تل أبيب تؤكد أن إسرائيل تعيش حرباً نفسية قاسية تتذوقها كل يوم وكل ساعة.
وعليه؛ فإنه مهما كانت نتيجة هذه الحرب بالنسبة لإسرائيل، فالحقيقة المؤكدة أن الأمان قد انتهى، حتى ولو انتصرت فإن المشهد قد تغير تماماً، وظهرت حقيقة الولايات المتحدة وحقيقة الديمقراطية الغربية وانكشف زيف المجتمع الدولي وازدواجيته هو ومنظماته الدولية والقانونية، وانتهى سلاح المظلومية الذي كانت تعتمد عليه إسرائيل لجذب تعاطف الرأي العالم، وأيضاً اتضح للقاصي والداني إن إسرائيل كيان محتل فوق القانون الدولي.
وفوق كل هذا، أدرك العالم أن إسرائيل كيان محتل هش قوته باتت تتآكل وتتصدع، والكل يتسائل كيف لرد لم يحدث بعد يتسبب في هذا الرعب الكبير؟