الهديل

خاص الهديل: العتمة صناعة محلية: سيأتي يوم تظهر فيه كل الحقائق..

خاص الهديل…

كتب بسام عفيفي 

غرق البلد في العتمة.. وأصل الحكاية واضح وهو أن الدولة اللبنانية أو الأطراف داخل الدولة التي تحاور البلد بالعتمة منذ سنوات لا تزال تقف داخل مربع عدم توفير فرصة ليس فقط لحل أزمة الكهرباء بشكل جذري بل حتى بحل للكهرباء بشكل جزئي.

قد يأتي يوم ونكتب فيه تفاصيل القصة التي أوصلت لبنان هذه الأيام للعتمة الشاملة؛ أو التي جعلت الدولة تصبح حارسة العتمة في لبنان.

أما اليوم فما يمكن قوله أو ما يجب قوله هو ثلاثة أمور: 

أولاً- خلال الفترة الأخيرة منح الله لبنان شخصية محبة له وتريد مساعدته بكل إخلاص؛ وهذه الشخصية إسمها رئيس الوزراء العراقي محمد الشياع السوداني..

والواقع ان اللبنانيين باتوا يحفظون إسمه عن ظهر قلب ويعرفون ميزاته التي تميزه داخل بلده وفي علاقاته مع كل دول العالم؛ وهذه الميزات هي: الشفافية وتحتها تندرج عناوين كثيرة منها وليس كلها الحفاظ على المال العام وتنظيف الدولة من الفساد.. وإلى الشفافية يمتاز السوداني برغبته وإيمانه بالإصلاح وبناء العراق على أساس أنه دولة القانون والمواطنة.

والحق يقال إن الرئيس السوداني تعامل مع لبنان في ملف مساعدته على عدم الدخول في العتمة؛ بكل ميزاته الحميدة؛ لقد صدق حينما وعد؛ وعامل لبنان معاملة الدولة الشقيقة؛ وأعطى توجيهاته لكل الجهات ذات الصلة في العراق كي تسهل أمور العلاقة مع لبنان وكي تقدم للبنان كل ما يحتاجه بموضوع ملف مساعدته على تجنب العتمة.. ولكن بالمقابل يظل هناك سؤالاً يدعو للحزن وهو كيف تصرف لبنان أو بعض لبنان مع الكرم العراقي..

.. قد يأتي الوقت المناسب للحديث بهذا الأمر.

الأمر الثاني الذي يجب التوقف عنده هو السؤال التالي: كيف تسمح الدولة في لبنان بأن يصل حالها إلى إعلان إفلاسها التام على مستوى قدرتها على إنارة الجمهورية اللبنانية؟

ثمة سؤال يمكن سماعه بصوت مسموع في مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي وهو ماذا كان سيحدث للمطار وللميدل إيست لولا سياسة التدبير الاستراتيجي التي ينتهجها محمد الحوت لمنع إيصال المطار والميدل إيست إلى الكارثة نتيجة إهمال الدولة وأطرافها وأقطابها، الخ..

 

ما حصل اليوم على مستوى إعلان الدولة إفلاسها الكهربائي – إن جاز التعبير – يجب أن يشعل الضوء الأحمر، ويجب أن يلفت النظر إلى أن الفساد هو أكبر عدو للبنان وللمواطن وهو خطر وجودي وليس فقط إنمائي وسياسي.. 

 

الأمر الثالث هو أن هناك جنوداً مجهولين ما زالوا يعملون في الإدارة المدنية وهؤلاء شموع تنير ولا يهمها أن تذوب.. هؤلاء سيأتي الوقت ليعلم المواطن أنه في لبنان لا يوجد فقط فاسدين بل أيضاً يوجد مسؤولين في مختلف الإدارات يعملون بصمت ودون مقابل من أجل مصلحة الوطن والمواطن.

 

العدالة تقتضي أن يأتي يوم يتم فيه إماطة اللثام عن وجه الذين تسببوا بإيصال لبنان إلى العتمة؛ وبالمقابل أن يأتي يوم يرفع فيه اللبنانيون القبعة لمسؤولين ضحوا وعملوا بصمت وبكل قوة من أجل أن يروا منازل المواطنين مضاءة.

Exit mobile version