لبنان على موعد مع مرحلة زلزالية؟
تعرّضت سوريا منذ أيّام لزلزال، حيث سجّل مركز الرصد الزلزالي الأوروبي المتوسط قوّته بـ5.5 درجات على مقياس ريختر. وتأثّر الأردن ومناطق عدّة في لبنان به، خصوصاً في بيروت والشمال والجنوب، مما أثار الخوف والقلق بين السكّان. ويأتي هذا الزلزال ليُعيد ذكريات الزلزال المُدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا ولبنان في شباط 2023، والتأكيد على موقع لبنان الجغرافي في منطقة معرّضة للزلازل. فهل نحن أمام مرحلة زلزاليّة حرجة؟ وماذا عن لبنان؟
أشار الأستاذ المحاضر والباحث في الجيولوجيا وعلم الزلزال في الجامعة الأميركية في بيروت طوني نمر إلى أن “هناك ما يُسمّى SEISMICITY CYCLE في المناطق التي تمر فيها الفوالق الزلزاليّة، مما يعني فترات في التاريخ تتحرّك فيها الفوالق الزلزالية وتؤثّر على بعضها. ومن الصعب معرفة متى سيُعيد هذا الـCycle وهناك عوامل عدّة تتداخل بين بعضها وتدفع الفوالق للتحرّك ومنها الضغوطات وتأثيرها على باقي الفوالق وخصوصاً اذا كانت الفوالق قريبة من بعضها”.
ولفت نمر في حديث لموقع mtv، إلى أنه “بالنسبة لما حصل في تركيا منذ سنة ونصف السنة وكيف لذلك أن يؤثّر على منطقتنا، فمن المعروف في تركيا أن هذا الفالق الذي تحرّك كان يتحرّك تاريخياً وبعدما يتحرّك كان يتبعه زلزال في مناطق قريبة منه مثل شمال غرب سوريا”.
وتابع: “الدراسات التي نحاول أن نفعلها هي عن كيفية تغيير تأثير الضغوطات على الفوالق جراء زلزال تركيا. ويمكننا أن نفهم الضغوطات التي حصلت على الفوالق القريبة لا البعيدة، وبالتالي التركيز يكون كيف تغيّرت الضغوطات في شمال غرب سوريا وكيف يمكن اذا تغيّرت وحدث زلازل أن تتمدّد جنوباً وتتجه باتجاه لبنان والبحر المتوسط”.
وقال: “لا يمكننا الإجابة بدقة عن هذا السؤال لأنّ الموضوع يتطلّب دراسات ومحاكاة للعوامل المتداخلة ويبقى هامش خطأ كبير ولا يعكس الواقع. ما حصل في تركيا لم يؤثّر على ما حدث في سوريا أخيراً. نحن أبعد من سوريا عمّا حدث في تركيا، وبالتالي لبنان لا يدخل في كل هذه المعمعة نتيجة ما حدث في تركيا”.