الهديل

تيم والز وجيمس فانس: هل يحسم نائبا هاريس وترامب السباق الرئاسي

خاص الهديل.  

قهرمان مصطفى…

تيم والز وجيمس فانس: هل يحسم نائبا هاريس وترامب السباق الرئاسي؟

في ظل تصاعد حدة الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024، برزت أهمية دور نائب الرئيس كعامل مؤثر في السباق الانتخابي؛ حيث يثير اختيار المرشحين لنائب الرئيس تساؤلات حول مدى تأثير هذا المنصب على نتائج الانتخابات، ومدى قدرة نائب الرئيس على دعم فرص مرشحه في الفوز بالمنصب والوصول للبيت الأبيض.

وفي خضم السباق الانتخابي الأميريكي المحتدم، اختارت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، ليكون نائبها في الانتخابات المقبلة؛ بينما اختار المرشح الجمهوري دونالد ترامب، جيمس ديفيد فانس، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، ليكون نائباً له. حيث جاء اختيار هاريس بعد انسحاب الرئيس الحالي جو بايدن من السباق إثر أدائه الضعيف في المناظرة مع ترامب في 28 يونيو الماضي، مما أثار قلقاً داخل الحزب الديمقراطي.

يعكس هذا الاختيار حالة الاستقطاب السياسي الحاد داخل المجتمع الأمريكي، حيث يستمر ترامب في استخدام لغة حادة وُصفت بالعنصرية، إذ عدها بعض المحللين الأمريكيين جزءاً من العنف السياسي المتصاعد في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، والذي كان من مظاهره الهجوم على مبنى “الكابيتول” في 6 يناير 2021 لوقف التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وقبله إصابة عضو الكونغرس الأمريكي، ستيف سكاليز، بإطلاق نار على أعضاء في الكونغرس من الحزب الجمهوري في يونيو 2017، وكذلك ارتفاع التهديدات ضد القضاة الفدراليين، وصولاً إلى محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو الماضي؛ بينما تسعى هاريس إلى تقديم توازن جغرافي وسياسي عبر اختيار والز، الذي يتمتع بخبرة سياسية واسعة وسجل في جذب الناخبين البيض الريفيين.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن تمتع نائب الرئيس بالخبرة السياسية، من شأنه أن يعزز مصداقية الحملة الانتخابية ويزيد من ثقة الناخبين على تحقيق أهداف السياسة الخارجية؛ ومن هنا يمكن تسليط الضوء على الخبرات التي يتمتع بها كلا النائبين؛ فالنائب والز يتمتع بخبرة سياسية لا بأس بها؛ إذ سافر إلى سوريا وإسرائيل خلال وجوده بالكونغرس، وأعرب عن معارضته لحرب العراق وضرورة سحب القوات الأمريكية منها؛ كذلك سعى والز لمعالجة الانقسام بشأن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحزب الديمقراطي بصفته حاكم ولاية مينيسوتا. وكثيراً ما دعا والز إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتقديم المزيد من المساعدات للفلسطينيين، وتبني حل الدولتين. 

وبصفة عامة، تبدو التوجهات السياسية لوالز متماشية مع التيار الغالب في الحزب الديمقراطي، الذي تعبر عنه هاريس، بما في ذلك دعم الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، الذي انسحبت منه إدارة ترامب.

أما بالنسبة لفانس، فإنه تحول من ناقد صريح لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016 وبعدها، إلى حد وصفه بأنه “أحمق” و”هتلر أمريكا”، إلى داعم قوي له خلال حملته الانتخابية عام 2020. وفي أكتوبر 2021، كرر فانس مزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات الماضية، قائلاً إن ترامب خسر الانتخابات الرئاسية 2020 بسبب تزوير واسع النطاق.

من هنا نرى أنه بحكم اتفاق فانس بشكل كبير مع الأيديولوجية السياسية لترامب، وتماثل وجهات نظرهما بشأن التجارة والهجرة والسياسة الخارجية، بما في ذلك انتقاده للدعم الأمريكي المستمر لأوكرانيا؛ فإنه من غير المرجح أن يمثل أية إضافة لترامب في مجال الخبرة السياسية.

في هذا السياق، يُتوقع أن يكون والز داعماً قوياً لحملة هاريس، خاصة في الولايات الحاسمة مثل ويسكونسن وميشيغان، بينما يواجه فانس انتقادات بسبب مواقفه المثيرة للجدل، والتي قد تُضعف حملة ترامب.

ختاماً يمكن القول إن دور نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يتجاوز كونه رمزياً، حيث يمكنه أن يكون عنصراً حاسماً في تحديد نتائج الانتخابات؛ فمع اقتراب موعد الانتخابات، يبقى السؤال قائماً حول مدى قدرة كل من والز وفانس على تعزيز فرص مرشحيهما في الوصول إلى البيت الأبيض.

Exit mobile version