الهديل

خاص الهديل: نتنياهو والأزمة في غزة: سياسات تصعيد ورهانات سياسية

خاص الهديل…

قهرمان مصطفى ..

تعيش منطقة الشرق الأوسط فترة حرجة نتيجة التصعيد المستمر بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي؛ ففي ظل هذه الأجواء المتوترة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتباع سياسات تزيد من معاناة الفلسطينيين، بينما تبذل دول مثل مصر وقطر جهوداً حثيثة لتهدئة الأوضاع والتوصل إلى حلول سلمية تقلل من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

 

يتسم نتنياهو بطموح لا محدود يسعى من خلاله للحفاظ على منصبه لأطول فترة ممكنة، سواء عبر الفوز في الانتخابات المقبلة أو تأجيلها حسبما يحقق مصالحه السياسية؛ حيث تكمن استراتيجيته الأساسية في كسب الوقت، من خلال تبنيه مواقف متقلبة تجاه غزة ولبنان وإيران، بهدف تعزيز صورته داخليا وخارجيا وتحقيق مكاسب تضمن ولاء أنصاره.

على الصعيد الدولي، تتضافر جهود الولايات المتحدة للضغط من أجل وقف التصعيد؛ فقد دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مع التركيز على المفاوضات المقررة في القاهرة. ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن قد أنهى المفاوضات قبل انطلاقها رسمياً، مما يعكس تعقيدات الموقف الإسرائيلي.

يبدو أن نتنياهو يراهن على نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة في الخامس من نوفمبر، حيث قد يعزز فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب دعمه لسياساته الإسرائيلية. وعلى الرغم من انتقادات ترامب لبعض تصرفات نتنياهو، إلا أن عهده السابق شهد دعمًا قويًا لإسرائيل، مقترحًا حل الدولتين والحفاظ على القدس كعاصمة إسرائيليّة، ما رفضه الفلسطينيون بشدة.

تتفاقم التوترات في الشرق الأوسط نتيجة لهذه السياسات، مما يجعل المنطقة أكثر هشاشة ويزيد من احتمالية توسع الصراع ليشمل مناطق جديدة. إن استمرار النزاع دون حلول سلمية يعمق الأزمات الإنسانية ويهدد استقرار المنطقة بأسرها.

خلاصة القول نرى أنه على الرغم من التعقيدات والتحديات الحالية، يبقى الأمل قائما في إمكانية تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط من خلال الحوار والتفاوض الجاد؛ طبعاً يتطلب ذلك التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف المعنية ووضع مصلحة الشعوب فوق أي اعتبارات سياسية ضيقة، فالتاريخ أثبت أن الحلول السلمية هي السبيل الأنجع لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً للمنطقة بأسرها.

Exit mobile version