خلصت هون ولا حرب موسعة والطرفان ربحا
خلصت هون ولا حرب موسعة والطرفان (أي حزب الله وإسرائيل) ربحا»، عبارة اختصر بها مصدر رسمي لبناني كبير لـ «الأنباء» حصيلة الضربات التي نفذت فجر أمس من قبل «حزب الله» ردا على اغتيال مسؤوله العسكري الأول فؤاد شكر، والرد الإسرائيلي على هجمات «الحزب» التي لم تكشف إسرائيل مكانها.
لا حرب موسعة، مشهد ترجم في الشارع اللبناني أمس بمواصلة اللبنانيين حياتهم الطبيعية، ومضيهم في عطلتهم الرسمية الأسبوعية.
إلا أن الأمر اختلف في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث خلت الشوارع من المارة في ساعات الذروة أمس. وعلمت «الأنباء» ان تشويشا غير معروف المصدر حصل على الاتصالات في بقع جغرافية عدة بالضاحية اعتبارا من الساعة الثالثة فجر الأحد. كما أفيد عن مغادرة عدد محدود من العائلات في هذا الوقت. وقطع بث الأقنية التلفزيونية المحلية وتلك التي تدور في فلك «محور المقاومة»، في حين استمر التقاط إرسال قناة «العربية».
وقد صحا اللبنانيون صباح أمس على وقع ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، عن إعلان «حزب الله» تنفيذ المرحلة الأولى من رده على اغتيال شكر، تلاه كلمة أمينه العام السيد حسن نصرالله لكشف تفاصيل العملية وأهدافها.
وتعليقا على الهجوم، قال الأمين العام لجزب الله حسن نصر الله ان «الهدف العسكري النوعي الذي استهدفناه هو قاعدة المخابرات العسكرية وحدة 8200 قرب تل أبيب» وأضاف «أطلقنا 340 صاروخ كاتيوشا على القواعد والثكنات الإسرائيلية، كما أطلقنا مسيرات من منطقة البقاع للمرة الأولى». وتابع: أخلينا قبل مدة جميع الوديان من الصواريخ الدقيقة والباليستية وما قصفه العدو وديان خالية.
وتابع، إسرائيل اعتدت قبل أسابيع على الضاحية الجنوبية لبيروت في تجاوز لكل الخطوط الحمراء، في إشارة إلى اغتيال المسؤول العسكري للحزب فؤاد شكر.
وأضاف: نتيجة التشاور قررنا أن نقوم بعمليتنا بشكل منفرد لاعتبارات ستظهر مع الوقت. وتابع: كنا ندرس ما إذا كان محور المقاومة سيرد في وقت واحد ونحن تريثنا حتى نعطي فرصة للمفاوضات بشأن غزة. وقال نصر الله: أطلقنا على عمليتنا اليوم عملية يوم الأربعين.
ولفت إلى توزيع «حزب الله» الصواريخ على الجولان المحتل وشمال فلسطين لإشغال القبة الحديدية، فيما السلاح الآخر كان سلاح المسيرات التي انطلقت من البقاع.
وأضاف: «حددنا الهدف النوعي وهو قاعدة غيليلوت، وهي قاعدة استخبارات عسكرية أساسية تابعة لشعبة «أمان» وتتبع لها الوحدة 8200، وهي تبعد 110 كيلومترات عن حدود لبنان».
مضيفا إن«عوامل عدة وراء تأخير الرد منها أن العجلة في الرد في ذروة الاستنفار الإسرائيلي والأميركي كان يمكن أن يعني الفشل، فضلا عن الحاجة لبعض التشاور لتحديد ما إذا كان الرد منفردا أو عبر المحور، قبل ان يتقرر أن تكون العملية منفردة ويقرر كل طرف متى وكيف يرد، وأضاف: تريثنا حتى نعطي الفرصة للمفاوضات لأن كل هدفنا من الجبهة وكل هذه التضحيات هو وقف العدوان على غزة.
وفي ختام كلمته أكد نصر الله أن «ما حصل كان ردا أوليا من المقاومة، وسنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى، وخصوصا في غيليلوت، فإذا كانت النتيجة مرضية، نعتبر أن عملية الرد انتهت، وإذا لم تكن كافية، فسنحتفظ بحق الرد في وقت لاحق ومتأخر وليأخذ البلد نفسا ويرتاح».
وساد القلق في الداخل اللبناني على ضوء معلومات عن غارات مكثفة للطيران الحربي الإسرائيلي على قرى وبلدات جنوبية عدة، وإعلان السلطات الإسرائيلية تعليق العمل في مطار بن غوريون، قبل عودة الأمور إلى طبيعتها، في حين أكدت المديرية العامة للطيران المدني اللبناني استمرار العمل في شكل طبيعي في مطار بيروت الدولي.
على الصعيد الرسمي اللبناني، ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعا وزاريا في دارته بالواجهة البحرية لبيروت، خصص لمتابعة التطورات الميدانية الأخيرة في الجنوب.
وتم البحث في الوضع في الجنوب والخدمات الطارئة على الصعد الصحية والإيوائية والتموينية والغذائية والمحروقات وجاهزية خلايا الطوارئ في المناطق، إضافة إلى نتائج الاتصالات مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع الأهلي الشريكة في تنفيذ خطة الطوارئ. وأكد ميقاتي انه أجرى «سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد». واعتبر «ان المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي أولا، وتطبيق القرار 1701».
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، فجرا زنارا من النار بزهاء 40 غارة جوية، طاولت بلدات كونين ورشال والطيري وحداثا وبيت ياحون وعيتا الجبل وحاريص وياطر وشمع وطيرحرفا وزبقين وقانا ووادي العزية ومجرى نهر الخردلي ووادي السلوقي ومدينة الخيام وظهور قلعة الشقيف لجهة النهر وزوطر وحي الدباكة شمال شرق بلدة ميس الجبل ومناطق في إقليم التفاح وجبل الريحان ومنها أطراف عين قانا وكفرفيلا واللويزة وبصليا وكفرملكي ووادي الدلافة.
وتحدثت الوكالة عن سقوط قتيل في استهداف سيارة بالخيام. وقد نعته لاحقا حركة «أمل» كأحد عناصرها.
الانباء