خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
ثلاثة أسئلة لا يملك أحد في العالم إجابة يقينية على أي منها:
السؤال الأول هو عن التداعيات العالمية التي ستذهب إليها حرب أوكرانيا؛ وذلك بعد أن أعطى الناتو وواشنطن الضوء الأخضر لأوكرانيا بأن تحتل أراض روسية وأن تستعمل السلاح الغربي النوعي في مهمة تحويل بوتين من مهاجم إلى مدافع.
في الفترة الماضية كانت حرب أوكرانيا تجري تحت سقف تفاهم دولي غير مكتوب يتعهد بموجبه بوتين أن لا يقصف العاصمة الأوكرانية كييف ولا يخطط لإحتلالها؛ بمقابل ان لا يساعد الغرب أوكرانيا على احتلال أراض روسية.
هذا الاتفاق أسقطه الأميركان وبالتالي انسحب بوتين منه حيث بدأت الطائرات الروسية تدك كييف على نحو تدميري.
السؤال الثاني الكبير والمقلق هو عن التداعيات التي يريدها نتنياهو لحرب غزة؛ وعما إذا كان نتنياهو في نهاية المطاف سينجح بجر الولايات المتحدة الأميركية من عنق أزماتها إلى حرب شرق أوسطية ضد إيران قد ترى الادارة الديموقراطية انها من خلالها قد تحقق ثلاث نتائج استراتيجية: الأولى انها تدمر مصانع المسيرات الإيرانية التي تسهم في الجهد التسليحي الروسي في الحرب الأوكرانية؛ ذلك ان موسكو تعتمد على المسيرات الإيرانية كوسيلة قتال استراتيجية في الحرب مع الناتو في أوكرانيا.
الهدف الثاني أو النتيجة الثانية يتمثل بقيام واشنطن بتدمير منشآت النفط الإيرانية وبذلك تشدد إدارة بايدن من حصارها على الصين التي تستفيد من امدادات النفط الإيراني الرخيص لها في سعيها لتخفف وطأة الحصار الأميركي عليها.
الهدف الثالث أو النتيجة الثالثة تتمثل بأخذ إدارة بايدن انخراط أميركا في حرب شرق أوسطية كذريعة لتأجيل الانتخابات الأميركية فيما لو وجد الحزب الديموقراطي أن له مصلحة في ذلك..
أما السؤال الثالث المقلق فهو يتعلق بما إذا كانت الانتخابات الأميركية ستجري فعلياً بشكل سلس؛ أم أنها ستخلط أوراق الأمن الاجتماعي والسياسي داخل أميركا، ما يقود النظام الدولي إلى أزمة فراغ خطر على مستوى رأس القمة فيه..
هذه الأسئلة الثلاثة لا يوجد بشأنها أجوبة يقينية ما يجعل كل ازمات العالم، ومنها أزمة حرب غزة تتموضع داخل مربع احتمالات الانفجارات الكبرى المفاجئة.