خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
يشعر الناخبون من أصول عربية وشرق أوسطية في ولاية ميشيغان الأمريكية بالحاجة الماسة لإعادة النظر في تأييدهم للحزب الديمقراطي، خاصة بعد تهميشهم الواضح خلال التعاطي مع الأحداث العسكرية الأخيرة في غزة. كجزء من معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة، تجد نائبة الرئيس، كامالا هاريس، نفسها أمام تحدٍ جديد يتمثل في إعادة بناء جسور الثقة مع هذه الجالية التي أصبحت ترى أن صوتها مهم ومؤثر، وأنه لا يمكن تجاهله في ساحة سياسية تتطلب توازناً دقيقاً بين المصالح الداخلية والخارجية.
بلدة ديربورن، التي يقطنها 110 آلاف نسمة وتعتبر مركزاً ثقافياً للأمريكيين من أصول عربية، قد تكون العامل الحاسم في تحديد اتجاه ولاية ميشيغان في الانتخابات المقبلة؛ فعلى الرغم من أن هذه البلدة تتأرجح بين التصويت للجمهوريين والديمقراطيين؛ إلا أنها تتمتع بقوة سياسية متزايدة، مما يجعلها محوراً مهماً في السباق الرئاسي.
مع تصاعد دخان التوترات في غزة واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي دمرت القطاع منذ شهور، يشعر أبناء الجالية العربية في ميشيغان بالقلق. وعلى الرغم من تعهد هاريس خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي بالعمل على وقف إطلاق النار وضمان حقوق الفلسطينيين، إلا أن هناك حالة من الغضب بين المندوبين المؤيدين للفلسطينيين بسبب استبعادهم من قائمة المتحدثين.
وضمن هذا الجو المشحون بالتوترات، تبرز حركة “نساء مسلمات من أجل هاريس-وولتز”، التي أعربت عن استيائها من تجاهل صوتهم، ما أدى إلى حل المجموعة وسحب دعمها للحملة! هذه التحولات في مواقف الناخبين تعكس الحاجة الملحة لهاريس لإعادة النظر في استراتيجيتها.
من جانب آخر، تواجه هاريس تحدياً كبيراً في إقناع الناخبين من أصول عربية في ديربورن. فرغم شعورهم بالرضا في البداية عند اختيارها لمنصب نائب الرئيس، إلا أنهم الآن يتطلعون إلى تحقيق مطالبهم بشكل أكبر، مثل وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء الدعم الأمريكي لإسرائيل.
إجمالاً، يتعين على كامالا هاريس الاستجابة لهذه المطالب وتقديم حلول ملموسة لاستعادة ثقة هذه الجالية المؤثرة؛ فالانتخابات المقبلة قد تكون نقطة تحول في العلاقة بين الحزب الديمقراطي والناخبين العرب في ميشيغان، والدور الذي يمكن أن يلعبوه في رسم مستقبل الولايات المتحدة السياسي.
بينما تتجه الأنظار نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هاريس في إقناع الناخبين من أصول عربية وشرق أوسطية بدعمها؟ مع تصاعد مطالبهم وتزايد نفوذهم، بات من الضروري أن تكون حملتها الانتخابية أكثر استجابة وتفاعلاً مع قضاياهم. ولأنهم يؤمنون بقدرتهم على التأثير في النتائج، يأملون أن يكون المستقبل أكثر إشراقاً ومواكباً لتطلعاتهم، لأنهم يرون في أنفسهم بأنهم أساساً وأمل الغد.