خاص الهديل…
يبدو أن مسلسل الرحلات السياحية لرئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، لا يزال مستمراً، وكأنها سمة رئيسية لنشاطه السياسي، أو ربما هروباً من الواقع الذي يعيشه لبنان؛ فبعد استمتاعه برحلاته السابقة عبر طائرات خاصة إلى وجهات فاخرة مثل دالامان في تركيا وأثينا في اليونان، جاء دور لارنكا القبرصية؛ ولا يخفى على أحد أن من تمتع بهواء تركيا اليانع وأجواء اليونان الرائعة، لا بد أن يكون له نصيب من الفخامة التي توفرها منتجعات لارنكا السياحية.
لكنّ الأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ فكيف لباسيل أن يعيش في عالم موازٍ بعيداً عن المعاناة اليومية التي يمر بها المواطن اللبناني، في وقت يعاني فيه اللبنانيون من أزمات اقتصادية خانقة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتدهور الخدمات العامة، يظهر رئيس التيار الوطني الحر كمن يعيش في عالم آخر.
فهل هذا ما يستحقه لبنان، أم أن باسيل يعتبر أن الرفاهية الشخصية هي حق من حقوقه غير القابلة للنقاش؟
تظل الأسئلة الكبيرة عالقة: من أين لك هذا، يا باسيل؟ هل الأموال التي تنفقها في رحلاتك السياحية الفارهة هي من جيبك الخاص، أم أنها تأتي من أموال الشعب اللبناني الذي يعاني الأمرين؟ أم أن هناك من يغض النظر عن هذه الأسئلة الصعبة في ظل الوضع الراهن؟
كل هذه الاسئلة تصل بنا إلى نقطة رئيسية؛ ألا وهي أن المشهد الذي يقدمه جبران باسيل، بعيداً عن كونه مجرد رحلات سياحية، فهو بمثابة صورة حية “لسياسة الاستهتار” التي يتبعها البعض في لبنان؛ فالشعب اللبناني لا يزال يعاني، والمستوى المعيشي يتدهور، بينما يبدو أن هناك من يعيش في عالم من الزجاج لا يراه ولا يهمه ما يحدث خارجه.
وتستمر حلقات مسلسل جبران السياحي.. فإلى أين الواجهة القادمة بعد لارنكا القبرصية؟