الهديل

خـاص الهديل: بن غفير.. الصهيوني المتطرف الساعي لإشعال الحرب الدينية

خاص الهديل….

قهرمان مصطفى 

في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود الاقليمية والدولية – مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية – لوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، والسعي للتوصل إلى اتفاق ينهي المجازر التي ترتكبها اسرائيل ضد المدن الفلسطينية، ومع محاولات تبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين المحتجزين منذ السابع من أكتوبر المنصرم؛ يظهر المتطرف الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، ليعكر صفو المفاوضات ويشعل نار النزاع من جديد. لكن هذه المرة، يبدو أنه يسعى لإشعال فتيل صراع ديني يهدد بتصعيد الأزمة إلى مستويات أكثر خطورة.

 

 

ورغم أن الوزير إيتمار بن غفير الصهيوني المتطرف ، يسمح للمستوطنين بحمل السلاح، ويدعمهم فى هجماتهم ضد الفلسطينين فى الضفة الغربية، وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة، ويدعو إلى السماح لليهود بالصلاة فى المسجد الأقصى المبارك، ويقود المستعمرون لاقتحامات متكررة للأماكن الدينية الإسلامية فى القدس، إلا أنه الآن يريد بناء كنيس يهودي داخل المسجد المبارك.

 

الخاب المتطرف الذي أدلى به إيتمار بن غفير، والذي جاء بعد أيام قليلة من قيادته لاقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك، والتي قال فيه خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه “سيبنى كنيساً فى المسجد الأقصى لأنه لا يوجد أي قانون يمنع اليهود من الصلاة هناك”، واعتبر بن غفير أنه “يجب أن تكون هناك مساواة بين الطرفين “اليهود والمسلمين”، وأضاف “يمكن لليهود أن يصلّوا في جبل الهيكل وأن يسجدوا أيضاً، أنا وزير الأمن القومي، وفي إطار ولايتي لن يكون هناك تمييز بين اليهود والمسلمين الذين يصلّون هم فقط هناك، السياسة تسمح بالصلاة في جبل الهيكل، هناك قانون متساوٍ بين اليهود والمسلمين – وسأبني كنيساً هناك”، تؤكد أن يريد أن يقضي على جهود المفاوضات الجارية بخصوص وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بل وأكثر من ذلك يريد أيضاً أن يشعل الحرب الدينية لينهي على كل أخضر ويابس في المنطقة بأسرها.

 

وإلى جذوره المتطرفة، فليس كل ما يفعله إيتمار بن غفير بغريب، لأنه من الابن المدلل لحركة “كاخ”، والتي انضم إليها وهو في السادسة عشر من عمره، فهي الحركة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، والتي أسسها الحاخام مائير كاهانا عام 1971 في إسرائيل، والتي عرفت بأفكارها العنصرية ودعوتها لطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة وإيمانها بأفضلية اليهود على غيرهم، وهو أيضاً من أبناء الحركة التي كانت مسؤولة عن التخطيط لتنفيذ تفجيرات علي الأراضي الأمريكية، ثم الهجمات على كل من العرب واليهود “المعتدلين” في إسرائيل، وقد صنفت الولايات المتحدة الحركة بـ”جماعة إرهابية”.

 

كل هذه الأمور جعلت من الجيش الاسرائيلي يرفض تجنيد بن غفير عندما بلغ سن 18 عاماً، وذلك بسبب سجله الجنائي الممتلئ بالجرائم، ، والذي بدء في هذا الوقت بتجهيز نفسه للقفز إلى الأضواء، ليس باكتساب مزيد من الأصوات، بل بتأجيج المزيد من الكراهية ونشر الفوضى، إذ كانت تلك الأعمال هي مهنته التي برع فيها منذ المراهقة، كل ذلك مكنه من تأسيس حزب يدعى “عوتسما يهوديت أو “القوة اليهودية”، أواخر 2012 ويحمل أفكار منظمة كاخ المدرجة على قوائم الإرهاب، ويطالب بإلغاء اتفاقية أوسلو، ويعارض إنشاء دولة فلسطين وتجميد بناء المستوطنات، ويدعو لفرض السيادة والحكم الإسرائيلي على كامل أرض فلسطين، مروراً بعضوية الكنيست، ووصولاً إلى وزير الأمن القومي في الحكومة الاسرائيلية.

مجمل القول، لا شك أن الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، هو الوجه الحقيقي والقبيح لـ”إسرائيل” التي تسعي منذ أن زُرعت في المنطقة لإشعال فتيل الحرب والقضاء على الفلسطينيين فقط، بل وتهديد السلم والأمن ليس في الشرق الأوسط، وإنما في العالم كله.

Exit mobile version