طاردوه لسنوات ووصفوه بـ”الشجاع”… من هو محمد جابر الذي اغتالته إسرائيل اليوم؟
قبل أشهر تداولت مواقع التواصل فيديو لقيام الموساد بمداهمة مستشفى ثابت ثابت الحكومي بغرض اغتيال قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس. تردد في حينه أنه أصيب بينما كان يعمل على تصنيع عبوة ناسفة. وبالمتابعة يتبيّن أن المطلوب هو محمد جابر الذي أعلنت إسرائيل اغتياله في مخيّم نور شمس. فمن هو أبو شجاع الذي تعترف إسرائيل بأنه “العدو الشجاع”؟
ولد محمد جابر في مخيم نور شمس وينتمي لعائلة مهجرة من حيفا في نكبة 1948.
اعتقل للمرة الأولى في الـ17 من عمره، ونجا من عدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله، ويصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.
ثم اعتقل مجددا لمرتين إضافيتين قضى بموجبهما نحو 5 سنوات في السجن، كما اعتقل مرتين في سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
عام 2022 أسس كتيبة طولكرم إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة ومجموعة من شباب مدينة طولكرم ومخيم عين شمس، فتولى قيادتها بعد مقتل أبو لبدة في 2 نيسان من العام نفسه.
وتتبع الكتيبة رسميا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لكنها تميزت بضم عناصر من فصائل فلسطينية متعددة.
يصنف أبو شجاع من طرف الجيش الإسرائيلي بأنه “شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية”، كما يصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه شجاع وأنه أحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.
ولم تسلم عائلة أبو شجاع من الاستهداف، حيث فقد شقيقه محمود خلال اقتحام الجيش الاسرائيلي مخيم نور شمس، واعتقل شقيقه الأكبر عدي عدة مرات، إضافة إلى شقيقه الأصغر أحمد.
كما فجّر الجيش منزل عائلته بشكل كامل، وجعلها مشردة، ونزحت إلى منازل الجيران والأقارب في المخيم مع كل اقتحام. قال في آخر لقاء: “لا أملك منزلاً ولا سيارة بعد تدمير الاحتلال لهما، ولكنني أملك موقفاً وعليه سأموت”.
وصفه مراسل “يديعوت أحرونوت” بأنه “عيّاش طولكرم”.
في نيسان الفائت أعلن الجيش الاسرائيلي اغتياله، ونعته جوامع طولكرم ليتبين لاحقا أنه نجا من الاستهداف .
و أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس اغتيال محمد جابر أبو شجاع مع 4 آخرين من أعضاء الكتيبة بعد محاصرة مبنى كانوا بداخله وتبادل إطلاق النار معهم، أثناء عملية عسكرية موسعة أعلن عن إطلاقها.
وأطلقت القوات الإسرائيلية صاروخا على المبنى المحاصر، وبعد انتهاء الاشتباكات المسلحة، أعلنت إسرائيل مقتل “أبو شجاع” و4 ممن كانوا برفقته.
وقد نعت سرايا القدس “أبو شجاع” ورفاقه، وقالت إنه “لا وقت للرثاء والبكاء” ووعدت بالثأر لهم.