خاص الهديل…
قهرمان مصطفى
في ظل تصاعد الصراع في الأراضي الفلسطينية، تُظهر العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية محاولة لتنفيذ مخططات خبيثة ولأهداف خفية لحكومة نتنياهو، بدعم غير محدود من الولايات المتحدة والغرب وصمت المجتمع الدولي؛ ويبدو أن هذه التطورات تكشف عن نية إسرائيلية واضحة لتوسيع دائرة النزاع لتشمل كافة الأراضي الفلسطينية، بعد التصعيد الذي شهده قطاع غزة.
خلال الأشهر الماضية، كان من الواضح أن إجراءات نتنياهو وحكومته، بما في ذلك الاعتقالات وفرض حالة الطوارئ، لم تكن مجرد تدابير أمنية عادية، بل كانت جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى السيطرة الكاملة على الضفة الغربية؛ وبذلك، فإن تصاعد الهجمات العسكرية على الضفة الغربية يمثل جزءاً من خطة منهجية للتوسع في الحرب لتشمل جميع الأراضي الفلسطينية، مما يوضح الهدف الأساسي لنتنياهو، ألا وهو: تحقيق مشروع اليمين الإسرائيلي الذي يسعى للقضاء على الوجود الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس.
والواقع أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية، وذلك بعد ما شهد القطاع من دمار هائل وتدمير للبنية التحتية، تدل على أن إسرائيل تسعى الآن لتنفيذ مشروعها التوسعي بوضوح، من خلال اجتياح الضفة الغربية، وبناء كنيس يهودي في قلب الأقصى؛ وذلك لحسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بتصفية الحقوق الفلسطينية على الأرض، وتهجير السكان، وخلق أمر واقع.
من هنا نجد أن إسرائيل تتبع سياسة متعمدة غايتها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بطرق متعددة، منها التهجير الطوعي أو عن طريق تجويع السكان أو الحصار الخانق أو التوسع الاستيطاني؛ كما يجب التنبه إلى أن سياسة التسليح للمستوطنين وتركهم يمارسون العنف ضد الفلسطينيين تُظهر نية إسرائيلية واضحة لفرض ضغوطات متزايدة على السكان الفلسطينيين لترك أراضيهم.
في ذات الوقت، تسعى إسرائيل إلى محو كل أثر يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك المخيمات ومراكز الإيواء، مما يزيد من صعوبة عودة هؤلاء اللاجئين إلى أراضيهم؛ وعليه يمكن القول إن نتنياهو قد يعتمد في الأيام القادمة على إشعال المزيد من الحرائق في الضفة ومراكز الإيواء لتحقيق أهدافه العسكرية وتعزيز السيطرة على المنطقة “ج” التي تشكل 60% من الضفة الغربية، مما يهدد بالقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
من الضروري أن يدرك الفلسطينيون والعرب والمجتمع الدولي أن الهدف الأساسي من هذه التحركات هو ضم المنطقة “ج” لإسرائيل ونسف أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يتطلب تحركاً حاسماً لمواجهة هذه السياسات والتي يقف ورائه شخص متعنت في المضي قدماً بارتكاب المجازر والتهجير يبحقِ شعبٍ يريد العيش بأمانٍ وسلام.