الهديل

خاص الهديل: ما هي “خطة نتنياهو أ” وخطته “ب”؟؟

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة 

بعد الرد على اغتيال السيد محسن (القيادي في حزب الله فؤاد شكر)، وبعد أن قالت إسرائيل إنها استبقت رد الحزب بعملية إجهاض له، أصبح المشهد في الحرب على الجبهة الشمالية بين حزب الله وإسرائيل أكثر وضوحاً، وذلك من عدة زوايا:     

الزاوية الأولى تبين أن توسع الحرب بين إسرائيل ولبنان أكثر من نطاقها الحالي، هو أمر غير مرغوب فيه لا من قبل أميركا ولا من نتنياهو ولا من حزب الله. 

وضمن هذا السياق كان ملاحظاً أنه جرى نوع من المراقبة الشديدة، خاصة من قبل أميركا على إبقاء جبهة إسرائيل مع لبنان تحت سيطرة البنتاغون، وهذا ما يفسر لماذا استقر تقريباً في المنطقة الجنرال براون قائد هيئة أركان الحرب الأميركية، طوال فترة اقتراب رد حزب الله من حدوثه حتى انتهائه. 

لقد اتضح أن براون لم يأت إلى المنطقة، وتحديداً إلى إسرائيل فقط من أجل الإشراف على التصدي لرد حزب الله. بل جاء أيضاً ليمنع نتنياهو من استغلال رد الحزب لصالح تحويله إلى منصة لإشعال حرب في المنطقة هدفها توريط واشنطن في مشروعه لضرب إيران. 

.. ومن زاوية ثانية أظهر رد الحزب واستباق إسرائيل الرد بحسب زعم تل أبيب، أن خطة إسرائيل الحقيقية لم تكن كما شاع في الإعلام، هي التحضير لنقل الثقل العسكري الإسرائيلي من الجنوب (قطاع غزة) إلى الشمال (أي إلى الجبهة مع لبنان)، بل اتضح أن خطتها ترمي إلى نقل الثقل العسكري الإسرائيلي من الجنوب في غزة إلى الوسط في الضفة الغربية؛ وصار واضحاً اليوم أن “حكومة الحسم اليمنية المتطرفة” التي يترأسها نتنياهو لديها ملف ومشروع كامل، وهو يتألف من عنوانين إثنين أساسيين واستراتيجيين: 

العنوان الأول وله أولوية، وهو إنجاز “الاستقلال الإسرائيلي الصهيوني الثاني”. وقوامه إعادة السيطرة على غزة من خلال عزلها عن البحر وعن مصر؛ واستكمال تهويد مقدسات القدس وإنهاء تعبيرات أوسلو في الضفة الغربية وإعادة ضم المنطقة “ج” (الجزء الأكبر من مساحة الضفة) إلى “دولة إسرائيل”.  

.. أما المشروع أو العنوان الثاني فهو تضييع الوقت الاستراتيجي في المنطقة بانتظار ذهاب إدارة الديموقراطيين ومجيء إدارة دونالد ترامب الذي تم الاتفاق معه من قبل الايباك والليكود على الاعتراف بضم الكتل الاستيطانية والمنطقة جيم من الضفة الغربية إلى الكيان العبري. 

السؤال هو ماذا سيفعله نتنياهو في حال لم يصل “مخلصه الأميركي” ترامب إلى البيت الأبيض؟؟.. وبمعنى أوضح: كيف سيتصرف نتنياهو مع إدارة كامالا هاريس التي تريد منع وقف النار فوراً، وتريد قبول صفقة الأسرى ودخول إسرائيل في مشروع بايدن عن الاندماج الاقتصادي في الشرق الأوسط.. 

إن ثمن موافقة نتنياهو على خطة هاريس هو أمرين إثنين: الأول اقترابه أكثر من باب السجن والمساءلة عن التقصير؛ والثاني إفساح الطريق أمام المسار الذي لا يريده نتنياهو، وهو بدء عملية البحث العملي عن حل الدولتين..

.. وإذا كان بات معروفاً الوجه الواضح “لخطة نتنياهو أ” وهي انتظار ترامب وتسويف الوقت الاستراتيجي في المنطقة لغاية قدومه؛ فإن ما لا يزال غير معروف هو ما هي عناوين وطبيعة “خطة نتنياهو ب” الخاصة بما عليه أن يفعله في حال لم يصل ترامب إلى البيت الأبيض.

هناك الكثير من المراقبين يقولون إن نتنياهو أذكى من أن يترك نفسه من دون “خطة ب” ليواجه بها نتائج عدم نجاح “خطته أ” المعتمدة على وصول ترامب للبيت الأبيض.

Exit mobile version