خاص الهديل…
قهرمان مصطفى …
شارفت حرب الإبادة الاسرائيلية على غزة أن تدخل عامها الأول؛ وتستمر إسرائيل في رغبتها الراهنة في توسيع دائرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط وإدخال الإقليم في حالة صراع متواصل، وذلك بدعم من الولايات المتحدة لهذه الجرائم التي ترتكبها قوات الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين سواء في غزة، أو الضفة الغربية، وتوسيع دائرة الصراع في لبنان وسوريا واليمن عبر تنفيذ عمليات عسكرية مركزة عبر مسيراتها واغتيال القادة فيها.
دون شك، فإن العراقيل الإسرائيلية لوقف حمام الدم الجاري في غزة واخواتها، تسببت في عدم التوصل لاتفاق تهدئة كان من شأنه أن يمنع ثلاث أمور هامة؛ أولاً توسيع دائرة الصراع في المنطقة، ثانياً استمرار الإجرام الإسرائيلي الذي يرتكب مئات المجازر الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين،وثالثاً والأهم الجانب الأمريكي للتورط في الصراع مع أطراف إقليمية تتنافس مع اسرائيل على كعكعة النفوذ في الإقليم.
منذ نشوء الكيان العبري؛ والقضية الفلسطينية هي ضحية للصراع الإقليمي ولعبة المحاور التي دفعت بالفلسطينيين إلى آتون الصراعات على النفوذ، وعملت أطراف خارجية على تمويل كيانات فلسطينية من أجل دعم مشروعها بعيدا عن المشروع الوطني الفلسطيني، وهو ما يرفضه المواطن الفلسطيني الذي يتمسك بتحييد القضية عن الصراعات الإقليمية والدولية وضرورة العمل من أجل مصلحة الفلسطينيين وليس خدمة أي كيان أو محور أو طرف إقليمي.
عززت الأطراف الإقليمية التي تتصارع على النفوذ في الشرق الأوسط الانقسام الفلسطيني بتمويله مالياً وسياسياً، وأدخلت الفلسطينيين في نفق مظلم لا تظهر منه أي آمال لحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتوحيد الرؤية والبندقية الفلسطينية ضد اسرائيل، ورفض محاولات الأطراف الخارجية توظيف المقاومة والصمود الفلسطيني لخدمة طرف أو دولة بعينها.
الكثير من الدول المساندة للقضية الفلسطينية، أدركت منذ عقود خطورة ما تقوم به أطراف خارجية بدغدغة مشاعر الفلسطينيين، وأدركت أيضاً أن هناك دول سيكون لها دور في دعم الفلسطيني في مشروع التحرر الوطني؛ إلا أن الصدمات المتواصلة أثبتت مدى كذب هذه الدول التي تقدم دعما أيضاً للجانب الإسرائيلي في عدة مجالات وتتفاوض معه أيضاً بشكل غير مباشر على كعكعة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
ما تقوم به إسرائيل في مدن شمال الضفة الغربية يكشف بشكل واضح الوجه الحقيقي لها وللصهيونية الدينية التي تسعى لإقامة دولة يهودية أحادية في أراضي الضفة الغربية، وتجاهل حقوق الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم بإقامة دولتهم المستقلة استناداً لحل الدولتين.
وإذ ما توجهنا نحو لبنان، نرى بأن القصف الإسرائيلي المكثف على مدن جنوبه قبل عدة أيام كان يهدف لتوريط الولايات المتحدة في معادلة الصراع العسكري في الشرق الأوسط إلا أن الأمريكان يدركون خطورة وتداعيات هذا التحرك، لذا تعمل واشنطن على تقديم كافة سبل الدعم العسكري والمالي لإسرائيل في توسيع نفوذهم واحتلالهم للأراضي العربية بعيداً عن الانخراط عسكريا في أي مواجهات.
خلاصة القول.. شعوب المنطقة والعالم بأسره تدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة القادرة على لجم السلوك الإسرائيلي؛ إلا أن الأمريكان لا يقومون بذلك سواء ببذل جهد أكبر لوقف الحرب الإسرائيلية والاعتداءات التي يقوم بها نتنياهو ضد دول الإقليم، وبالتالي يجب على دول الشرق الأوسط رفض أي خطط أمريكية تحاول دمج “السرطان الإسرائيلي” ومقاطعة أي رؤية بالخصوص حتى تلتزم إسرائيل بمبادرة السلام العربية وتفعيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 242 وتوقف تجاوزاتها ضد الدول العربية المستقلة ذات السيادة.