الهديل

خاص الهديل: ثلاث خطوات يقوم بها نتنياهو خلال مرحلة ما قبل الإنتخابات الأميركية..

خاص الهديل…

خاص الهديل: ثلاث خطوات يقوم بها نتنياهو خلال مرحلة ما قبل الإنتخابات الأميركية..

بقلم: ناصر شرارة

تستمر إدارة بايدن بسعيها “لاصطناع تفاؤل” بخصوص صفقة الأسرى ووقف النار في غزة.. وأمس قال البيت الأبيض ان انفراجاً حصل بالمفاوضات بين حماس وإسرائيل، وأن الوصول لإتمام الصفقة أصبح قريباً. وكرر البيت ما يقوله منذ أشهر بخصوص أن الفجوات بين مواقف الاطراف تضيق، ولكن حتى يمكن إبرام صفقة فإن الأمر يحتاج لإبداء مرونة من الجانبين!!

لا شك أن الخلفية التي تحرك نهج اصطناع التفاؤل من قبل إدارة بايدن بالاقتراب من إبرام الصفقة، هي الحسابات الإنتخابية؛ فبايدن يريد صفقة قبل ١١ أيلول موعد المناظرة بين كامالا هاريس ورونالد ترامب؛ وأكثر من ذلك يريد أن تجري الإنتخابات الرئاسية في ٥ نوفمبر في مناخ أن ادارته نجحت في فرض، وقف إطلاق النار في غزة، ونجحت بإعادة كل الأسرى من أصل أميركي الموجودين لدى حماس إلى ديارهم. لكن نتنياهو ليس لديه مصلحة بتطبيق سيناريو بايدن هذا، نظراً لعدة أسباب لم تعد خافية؛ أبرزها أولاً أنه لا يريد إعطاء هدية انتخابية لبايدن، كونه بذلك يؤذي حظوظ حليفه ترامب الإنتخابية؛ وثانياً لأن نتنياهو يعتقد انه كل ما تبقى له من استراتيجية في الحرب هو إطالة أمدها لغاية الوصول للحظة دخول ترامب للبيت الأبيض، وهي ستكون بالنسبة لنتنياهو ذات لحظة خروج بايدن ومعه هاريس من البيت الأبيض؛ وثالثاً لأن إبرام نتنياهو للصفقة في هذه اللحظة سيعني بالنسبة له السير على قدميه نحو تبكير البدء بمحاسبته عن تقصير حكومته في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وبدء محاكمته عن قضايا الفساد التي ارتكبها.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن نتنياهو أرسل محاميه قبل أيام إلى الجهة القضائية المختصة ليبلغها بأن نتنياهو لن يكون قادراً على المثول أمام المحكمة إلا في منتصف العام المقبل لأنه مشغول بالحرب..

وهذه الواقعة توضح أن نتنياهو ينتظر مرحلة ما بعد ٥ نوفمبر لأن الأمل الوحيد الذي يعقد عليه كبير الآمال، هو رؤية ترامب قد باشر الحكم في البيت الأبيض مع حلول النصف الأول من العام المقبل.

 وبانتظار ذلك سيحاول نتنياهو القيام بثلاث خطوات في آن معاً:

الخطوة الأولى البحث في حربه على غزة عن فرصة لاغتيال يحيى السنوار؛ وبنظر نتنياهو فإن نجاحه في هذه الخطوة سيحسن من وضعه الداخلي بمقابل تعاظم حملة الضغوط الشعبية والسياسية الحزبية عليه التي تتهمه بأن إصراره على الاستمرار بعدم عقد الصفقة لم يؤد فقط إلى موت الأسرى الإسرائيليين بل أيضاً لم يحقق أي نصر ملموس ضد حماس.

الخطوة الثانية هو تشديد حربه على مخيمات الضفة الغربية والوصول إلى وضع يكرر ضد المواطنين الفلسطينيين في المخيمات الموجودة في شمال الضفة نفس ما فعل ضد الغزاويين القاطنين في شمال غزة؛؛ حيث هجّر الأخيرين إلى جنوب القطاع؛ ويحاول الآن أن يهجر القسم الأكبر من سكان مخيمات شمال الضفة الغربية إلى القسم الجنوبي من الضفة العربية. وأيضاً كما فصل جنوب غزة عن شمالها عبر خط نتساريم، فهو سيحاول (أي نتنياهو) إقامة عازل نتساريم في الضفة الغربية لفصل مخيماتها في الشمال عن مدنها في الجنوب، ويمنع عودة مهجري المخيمات إلى مخيماتهم بعد طردهم منها..

الخطوة الثالثة تخص الجبهة الشمالية مع لبنان حيث سيعمد نتنياهو إلى تأخير المقاربة السياسية والعسكرية لهذا الملف إلى ما بعد الإنتخابات الأميركية، ويحبذ نتنياهو أن يكون ترامب هو شريكه في العمل على ملف لبنان..

Exit mobile version