الهديل

خاص الهديل: كورنيش عين المريسة: من وجهة استرخاء إلى صدمة سوق شعبي

خاص الهديل….

 

كهرمان مصطفى…

لعل الأسواق الشعبية في البلاد النائية انتقلت من بلدانها لترسو على ساحة عين المريسة، وعلى طول كورنيشها الواصل إلى المنارة. وخاصة يوم الأحد، الذي يُعتبر مقدساً لدى اللبنانيين، يتحول من يوم ترفيهي على كورنيشه البحري في عين المريسة إلى صدمة سوق شعبي؛ وفيما تعاني بيروت من أزمات اقتصادية مستمرة، تشهد مناطقها الحيوية تحولاً مؤسفاً من أماكن للاستجمام إلى مشاهد من الفوضى والازدحام. 

 

لبنان، الذي لطالما كان يُلقب ببلد الأرز ومقصداً للسياحة من كل دول العالم، يمر بمرحلة حرجة تجسدها الأزمات الاقتصادية والسياسية التي لا تنفك تؤثر على حياة المواطنين اليومية؛ فمن الركود الاقتصادي العميق إلى التوترات الأمنية على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، تعاني البلاد من أزمات متكررة تترك أثراً بليغاً على كل جوانب الحياة.

إن الوضع الاقتصادي الصعب ينعكس بشكل واضح على الأوضاع الاجتماعية، حيث يعاني العديد من اللبنانيين من البطالة والفقر، مما يضطرهم إلى البحث عن مصادر دخل غير تقليدية حتى وإن كانت في الأجواء غير المنظمة. هذه الأزمة الاقتصادية تجعل السكان أكثر عرضة للعيش في ظروف صعبة، ويصبحون أكثر تساهلاً في قبول مظاهر الفوضى والعشوائية التي قد تظنها بعض الأطراف أنها ملاذهم المؤقت.

في قلب بيروت، تُعتبر منطقة عين المريسة أحد الأماكن التي يقصدها المواطنون اللبنانيون يوم عطلتهم، حيث يمتد الكورنيش من عين المريسة إلى المنارة، ويعد مكاناً يعشقه السكان المحليون والزوار على حد سواء. 

سابقاً كان الكورنيش يُعد وجهة للاسترخاء وممارسة الرياضة والاستمتاع بمنظر البحر الجميل؛ ولكن في الآونة الأخيرة، تحولت هذه المنطقة إلى مشهد مروع من الفوضى والعشوائية.

المقاهي الشعبية، أكشاك بيع الأراكيل، والدراجات الهوائية المؤجرة التي تملأ الكورنيش، جميعها تعكس تحول المكان إلى سوق شعبي صاخب بدلاً من كونه ملاذاً هادئاً. باتت العائلات تأخذ معها كراسي وطاولات، مما يُحول الكورنيش والساحة إلى منتزه ترفيهي غير منظم. ويضاف إلى ذلك، يمكن تحوّل الكورنيش في الأيام القادمة إلى مكان لإقامة حفلات الشواء العشوائية دون أي تنظيم أو إشراف، مما يعكس غياب الرقابة من الجهات المسؤولة.

في مواجهة هذه الفوضى، يبقى التساؤل عن دور بلدية بيروت في الحفاظ على النظام والتنظيم؛ حيث بات مفروضاً على السلطات المحلية أن تلعب دوراً محورياً في معالجة هذه المشكلة؛ وبات يتعين أيضاً على بلدية بيروت العمل على تطبيق القوانين بفعالية، ومكافحة الأنشطة التي تشوه المناظر الطبيعية وتؤثر سلباً على البيئة وعلى مظهر بيروت الحضاري؛ فحماية صورة بيروت الحضارية والسياحية تتطلب جهداً منسقاً وشديداً من جميع الأطراف لضمان بقاء المدينة بجمالها ورونقها الذي تستحقه.

Exit mobile version