خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
بعد مرور نحو سنة على الحرب في غزة يخرج إلى صدارة المسرح الإسرائيلي مجموعة تطلق على نفسها “منتدى المقاتلين من ضباط الاحتياط”؛ وتقدم لكابينت الحرب الإسرائيلي ما تسميه “خطة لحسم الحرب على غزة”.
قبل عرض مضمون الخطة، تجدر الاشارة إلى أن هذه المجموعة من ضباط الاحتياط يتصفون بأنهم قريبون من بنيامين نتنياهو؛ وعليه فإنه يجب النظر إلى “خطتهم” بوصفها “خطة شبه رسمية”؛ أو أقله بوصفها “خطة يقف وراءها نتنياهو”؛ وهو يريد من خلال طرحها من قبل مجموعة غير رسمية أن يقيس ردود الفعل العربية والدولة عليها، قبل أن يتبناها ويعلنها كخطة معتمدة رسمياً من قبل تل أبيب.
العنوان الرئيسي في الخطة يقول إن الحرب على غزة لا يمكن حسمها إلا من خلال استخدام سلاح تهجير سكان غزة على مراحل..
وتدعو الخطة في هذه المرحلة الحالية، أن تقوم إسرائيل، وبشكل عاجل ومن جانب واحد، بإعلان منطقة شمال قطاع غزة منطقة مغلقة وعسكرية؛ ثم تطلب من المواطنين الغزاويين المقيمين في هذه المنطقة الهجرة منها باتجاه الجنوب، وذلك تحت طائلة مواجهة الموت جوعاً أو قتلاً لكل مواطن غزاوي لا يلتزم بقرار الجيش الإسرائيلي بالخروج من هذه المنطقة العسكرية المغلقة الواقعة في شمال غزة.
وتصل الخطة إلى ذروة الوقاحة حينما تقول إن إسرائيل بعد أن تعلن منطقة شمال القطاع بمثابة منطقة مغلقة وعسكرية، وبعد أن تدعو المواطنين الفلسطينيين فيها لتحمل مسؤولية ما سيصيبهم نتيجة عدم مغادرتها، إنما هي بذلك – أي إسرائيل – تكون قد تصرفت وفق القانون الدولي، وتكون رفعت عن نفسها مسؤولية تعرض من لم يخرج من مواطني شمال القطاع، للقتل، لأنها سبق لها وحذرتهم وطلبت منهم توخي المخاطر الناتجة عن تحول منطقتهم بموجب قانون الحرب لمنطقة عسكرية ومغلقة.
اللافت أن خطة “منتدى ضباط الاحتياط” والأجدر تسميتهم “بمنتدى ضباط نتنياهو” رفعوا خطتهم هذه لكابينت الحرب مؤخراً وطالبه بإقراره بشكل عاجل وإحالتها إلى قائد الجيش هاليفي كي يباشر بتنفيذها.
وتتضمن “الخطة” تبريرات تقول إنه طالما بقيت حماس هي المسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، فإن هذا سيعني “بقاء سلطتها على غزة” و”بقاء خطرها على إسرائيل”؛ وعليه فإن المطلوب تهجير سكان شمال القطاع الذين “اعتادوا ان يتلقوا الأكل والشرب من حماس، وأن يبادلوها بالمقابل الولاء أو الصمت حيال أفعالها!!”.
وتتابع الخطة أن المطلوب بعد تهجير سكان منطقة شمال القطاع، التوجه نحو جنوب القطاع لإيجاد حل أيضاً هنا لبقاء سكان غزة في هذه المنطقة.
معروف أن شمال قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل وأمرت سكانه الفلسطينيين بالتوجه نحو جنوب القطاع، لا يزال يقيم فيه – وفق التقديرات – نحو ٣٠٠ ألف غزاوي؛ وهؤلاء تقترح “الخطة” تهجيرهم بالقوة نحو الجنوب الذي لم يعد مؤهلاً منه إلا منطقة الشاطئ.
قصارى القول في هذا المجال ان إسرائيل تستعد لبدء فصل جديد من حربها على غزة، عنوانه “تهجير فلسطيني غزة على مراحل”؛ وأخطر ما في هذه الخطة هي أنها تدعو لتهجير الفلسطينيين بشكل علني، وتضع هذا الأمر تحت بند أنه السبيل الوحيد للتخلص من حماس وتحقيق الأمن لإسرائيل..