الهديل

“كبسة زر” خطيرة في لبنان.. دولاراتٌ سُرقت والمعلومات مثيرة

“كبسة زر” خطيرة في لبنان.. دولاراتٌ سُرقت والمعلومات مثيرة

 

مُنيَ مواطنون لبنانيون بخسائر مالية جراء عمليات احتيال تعرّضوا لها مؤخرا، والسبب موقع وهمي زعم أنه يقدم أموالا يومية للمشتركين لقاء الضغط على “زر” فحسب ضمن التطبيق ولمرة واحدة يومياً، وفق ما ذكر تقرير لمنصة “بلينكس” الإماراتية.

اللبناني عبدالله المصري، 33 عاماً، كان ضحية هذه العملية الاحتيالية، إذ خسر بمفرده أكثر من 1600 دولار في غضون أيام، بينما هناك صديق له فقد أكثر من 3600 دولار، فيما تبين أنّ هناك شخصا آخر خسر أكثر من 60 ألف دولار.

في المقابل، حذر خبراء من عمليات تجسسية وعسكرية وراء تلك الأفعال الاحتيالية والمواقع الوهمية، رابطين الأمر بـ”خطر يهدد البيانات الخاصة بالمستخدمين”.

موقع وهمي باسم سويسري

الموقع الذي تم إنشاؤه لتنفيذ العملية الاحتيالية، يُسمى “balexert”، وظهر أولاً عبر إعلان مدفوع على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، وإنستغرام، وعندها بدأ ينتشر تدريجياً من خلال تداول رابطه الخاص.

ما يحدث هو أن من يضغط على الرابط المتصل بالإعلان الخاص بـ”balexert”، يمكنه الدخول إلى الموقع المشبوه وتاليا بدء عملية التداول المالي.

أيضا، يمكن من خلال الموقع المفبرك تنزيل تطبيق على الهاتف، بينما المفارقة هي أن اسم البرنامج الذي يظهر لا يحمل اسم الموقع نفسه، بل اسما آخر وهو shopify mall.

أما اسم balexert فهو في الأصل اسم أحد متاجر التسوق الكبرى في سويسرا ومركزه في جنيف، بينما الموقع الإلكتروني الذي يظهر عبر الإنترنت يرتبط بمركز التسوق المذكور وليس بأي شيء آخر.

كيف تتم عملية الاحتيال؟

أحد ضحايا الموقع ويدعى محمد.س. يشرح لبلينكس تفاصيل عملية الاحتيال، ويقول إن balexert يقدم باقات مالية عدة، يمكن اختيار واحدة منها لتحديد قيمة المبلغ الذي سيجري استثماره عبر الموقع ومن ثمّ تحصيل الأرباح.

وللإشارة، فإنّ الرصيد الذي سيدفعه المستخدم لدى الاشتراك سيتحول إلى عملة “USDT” الرقمية، في حين أن أرباحه سيجري تحويلها إلى ذات العملة، أما من أجل الحصول على المال، ينبغي على المستخدم تحويل قيمة الأرباح إلى الدولار الأميركي والحصول عليها عبر مكاتب تحويل الأموال في لبنان.

يقول محمد.س. إن هناك باقة تفرض على العميل دفع 108 دولارات عند الاشتراك مقابل ربح 1620 دولارا خلال 3 أشهر، أي بمعدل 18 دولارا يوميا

أيضا، هناك باقة أخرى تلزمك بدفع 466 دولارا مقابل الحصول على أرباح بقيمة 7200 دولار في 3 أشهر أيضا، أي بمعدل 80 دولارا يوميا.

يقول محمد.س. إنه اشترك بباقة الـ466 دولارا، ومن يدير الموقع منحه 80 دولارا يوميا على مدى 3 أيام، أي أنه حصل على 240 دولارا من أصل مبلغ الـ466 دولارا الذي تم دفعه عند الاشتراك، ويضيف: “في اليوم الرابع، وجدت فجأة أن في رصيدي نحو 700 دولار لكنني لم أتمكن من سحبهم. عندها، طلبت عبر الموقع معرفة سبب عدم قدرتي على ذلك، فتم إبلاغي بأنه يتوجب عليّ وضع مبلغ إضافي بقيمة 300 دولار لقاء استكمال عملية الحصول على الـ80 دولارا، وإلا فإن العملية ستتوقف، وبذلك أكون قد حصلت على نصف أموالي (240 دولارا) بينما خسرت النصف الثاني”.

وتابع: “ما يحصل هو أنه يجري إيهامك بأن مبلغ 466 سيقدم لك 80 دولارا يوميا على 3 أشهر، لكن الشروط تتبدل فجأة ويُطالبك مشغلو الموقع بدفع مبالغ إضافية. عندها، فإن المستخدم سيتراجع لأنه سيعي حدوث ابتزاز، لكنه في الوقت نفسه سيخسر نسبة كبيرة من أمواله التي تم الحجز عليها مسبقا”.

تحذير من التجسس

الخبير التقني سلوم الدحداح، يشرح لبلينكس خطورة هذه المواقع، قائلا إن العملية التي تحصل عبرها احتيالية بامتياز وتأتي عبر روابط مشبوهة.

وحذر الدحداح من الانخراط في أي روابط أو مواقع تدّعي تشغيل المال من دون معرفة حقيقتها وماهيتها، خاصة أن الكثير من الجهات تلجأ إلى أساليب عدة لتحقيق المال عبر الإنترنت.

من جهته، قال خبير المعلومات، عامر الطبش، لبلينكس إن غالبية المواقع المشبوهة لا وجود لها على متاجر التطبيقات مثل أبل ستور وغوغل بلاي، مشيرا إلى أن المواقع الاحتيالية تمثل خطرا على الهواتف، فقد يكون دورها تثبيت برمجيات للتجسس أو سحب المعلومات أو نقل بيانات من دون علم المُستخدم.

توقع الطبش أيضا أن تكون تلك المواقع الوهمية التي تدعي نشاطاً مالياً، على صلة أو ارتباط بإسرائيل، وهدفها الانتشار على الهواتف اللبنانية خاصة في أوساط الأشخاص الذين يعيشون ضائقة مالية.

وعن إمكانية حظر تلك المواقع في لبنان، يقول الطبش إن أي عملية حجب تحتاج إلى قرار قضائي، بينما يمكن للمُحتالين تغيير عنوان الموقع و”IP Adress”، وتاليا الظهور مجددا بحُلة جديدة

Exit mobile version