خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
ما يقوم به نتنياهو وجيش الاحتلال في غزة والضفة الغربية ليس مجرد أعمال عسكرية عشوائية، بل هو جزء من مخطط منهجي يسعى إلى القضاء على الحقوق الفلسطينية وتصفية القضية. يبرز هذا المخطط بوضوح من خلال الدمار الواسع الذي حل بالبنية التحتية في مخيمات الضفة الغربية، حيث يتم تجريف وهدم الأحياء بشكل ممنهج، مما يؤدي إلى تدمير مقومات الحياة الأساسية. الحرب الغاشمة تستهدف بشكل خاص المخيمات الواقعة في شمال الضفة الغربية، مثل مخيم جنين ومخيم نور شمس في طولكرم ومخيم الفارعة في جنوب طوباس.
وبتحليل طبيعة الحرب الإسرائيليةن نكتشف أنه هناك استهداف مركّز لقضية اللاجئين، من خلال محاولة القضاء على الشاهد الأبرز لهذه القضية، وهو المخيمات الفلسطينية؛ وهذا يتضح من استمرار القصف العشوائي والإعلان عن ممرات آمنة لإخلاء السكان، بما يتوازى مع محاولات إفراغ المخيمات، مثلما يحدث في قطاع غزة.
لاشك أن الحرب العدوانية المستمرة على غزة واخواتها تتجه على نحوين رئيسيين: الأول هو تدمير المخيمات وتهجير سكانها، والثاني هو الهجوم على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، في محاولة لإنهاء قضية اللاجئين من جذورها؛ ويترافق هذا كله مع ممارسات استفزازية تشمل القصف العشوائي والحرق والتدمير وقطع المياه، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات فعالة تجاه تصرفات الجيش الاسرائيلي؛ كل هذا يبرز مدى عجز محكمة العدل الدولية عن تنفيذ قراراتها، وكذلك فشل مجلس الأمن الدولي في فرض تدابيره وقراراته.
هذا التقاعس أعطى نتنياهو الفرصة لاستغلال الدعم الأمريكي والتلاعب به لصالحه، مما جعله يعتقد أن الوقت مناسب لتصفية القضية الفلسطينية. والأخطر من ذلك، هو قيام مجلس المستوطنات في الضفة الغربية بتنفيذ مخطط الترحيل والتهجير من خلال أعمال الحرق والقتل والتدمير، بالإضافة إلى توسيع الاستيطان عبر إعادة إقامة مستوطنات جديدة شمال الضفة، مثل إنشاء بؤرة استيطانية في جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس.
خلاصة القول.. إن ما يقوم به نتنياهو لا يمكن تفسيره سوى كجهود لزيادة الضغط على الفلسطينيين لدفعهم إلى الرحيل، خاصة من مخيمات الضفة الغربية ومناطق “ج” التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية، بالتنسيق بين المستوطنين وقوات الجيش الاسرائيلي.. وعليه يتطلب الأمر يقظة وحذراً كبيرين لتجنب الوقوع في الفخ الاستراتيجي الذي تسعى الولايات المتحدة لتقديم غطاء له، خاصةً بعد التدمير الكبير في قطاع غزة.