الهديل

ملتقى بيروت نظّم ندوة حول: حدود لبنان الجنوبية، بين الترسيم، والتحديد، والتعديل

ملتقى بيروت نظّم ندوة حول: حدود لبنان الجنوبية، بين الترسيم، والتحديد، والتعديل
نعماني: نطالب بإنشاء هيئة عليا للترسيم البري والبحري، والاحتكام إلى الشعب في الترسيم.
زيدان: على لبنان أن يتمسّك، في المفاوضات المقبلة، بخط الهدنة كخط فاصل بينه وبين إسرائيل.
نظّم “ملتقى بيروت” ندوة حول حدود لبنان الجنوبيية بين: الترسيم، والتحديد، والتعديل، تحدّث فيها سعادة السفير الدكتور بسّام النعماني حضرها فضيلة القاضي الشيخ خلدون عريمط ممثلاً المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، والنائبان فيصل الصايغ ووضاح الصادق، والنائب السابق الدكتور عمار الحوري، وعضو المجلس البلدي في بيروت المهندس مغير سنجابة ممثلاً رئيس المجلس البلدي السيد عبد الله درويش، والمدير العام لوزارة المهجرين المهندس أحمد محمود، ورئيس تحرير جريدة اللواء الأستاذ صلاح سلام، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي سابقاً اللواء إبراهيم بصبوص، والمدير العام لوزارة العدل سابقاً القاضية ميسم النويري، ورئيس المركز الثقافي الإسلامي السفير هشام دمشقية، ونقيب المحاسبين المجازين سابقاُ الدكتور موفق اليافي، وحشد من الشخصيات الديبلوماسية والإعلامية والقضائية والعسكرية والفعاليات البيروتية والوطنية.
ابتدأت الندوة بكلمة رئيس ملتقى بيروت الدكتور فوزي زيدان رحّب فيها بالحضور، وجاء فيها: “يتناول محاضرنا الكريم قي هذه الندوة الحدود البرية التي تفصل بين لبنان وإسرائيل على أساس الخريطة السياسية للعالم، ويطلق عليها أيضاً الحدود في الرمال. لقد تمّ تحديد الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين في العام 1923، بعد هزيمة الدولة العثمانية وتقسيم أراضيها، كخط فاصل بين النفوذ الفرنسي في لبنان والنفوذ البريطاني في فلسطين نتيجة عمل لجنة فرنسية – بريطانية. وبعد إنشاء دولة إسرائيل في العام 1948 وقّع لبنان اتفاق الهدنة بينه وبينها في 28 آذار 1949، وكان خط الهدنة أو الخط الأخضر الحدود الدولية التي تتطابق مع الحدود الانتدابية لعام 1923 بين لبنان وفلسطين”.
وتابع: “بعد انسحاب إسرائيل في 25 أيار عام 2000 من الأراضي التي احتلتها في جنوب لبنان في العام 1978 رسمت الأمم المتحدة في 7 حزيران عام 2000 الخط الأزرق وهو الخط الفاصل بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى، وهو لا يعتبر حدوداً دولية، ولا يخلّ بأيّ اتفاقات حدودية مستقبلاً، وكان الهدف الوحيد من إنشائه هو التحقّق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان. ويحصر لبنان المناطق التي يختلف فيها مع إسرائيل عبر الخط الأزرق بـ 13 نقطة تمتدّ من مزارع شبعا (جنوب شرق) إلى بلدة الناقورة (جنوب غرب)، وهذه النقاط لا تشمل قرية الغجر ومزارع شبعا، وأهم هذه النقاط التي تتمسّك إسرائيل باحتلالها هي نقطة رأس الناقورة التي يرفض لبنان التنازل عنها”.
وأضاف زيدان: “معلوم أنّ لبنان كان وقّع مع إسرائيل في 27 تشرين الأول عام 2022 اتفاقاً، بوساطة أميركية تولّاها مستشار الرئيس الأميركي جون بايدن لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين، لترسيم الحدود البحرية بينهما وهي الحدود التي تحدّد نطاقات الولاية البحرية وتتضمن خطوط الأساس، وحدود الحافة القارية أو المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان. ومع الأسف أتى الاتفاق هشّاً وغير منصف للبنان، إذ تنازل لبنان بموجبه عن الخط 29 الذي يضمن حقّه في 2430 كلم2، لقاء موافقته على الخط 23 وملكية حقل قانا ووضع البلوكات الموجودة شمال الخط 23 بتصرّف لبنان، وهذا يعني أنّ الاتفاق منح إسرائيل احتكار حقل كاريش الذي كان لبنان سيشاركها فيه لو لم يتنازل عن الخط 29، كما يتوجّب على لبنان تشارك 17 في المئة من عائدات حقل قانا مع شركة توتال، التي ستذهب بدورها إلى إسرائيل”.
ثمّ قال: “بالعودة إلى ترسيم الحدود الجنوبية، فقد قام هوكشتاين بعدة زيارات ألى لبنان بهدف ترسيم الحدود وإعادة الهدوء إلى المناطق الحدودية. وكان اقتراحه الأخير الذي قدّمه إلى المسؤولين اللبنانيين مؤلفاً من ثلاث مراحل، تتمّ في المرحلة الأولى عودة سكان الحدود من الجانبين إلى بلداتهم وقراهم ومستوطناتهم، وتعزيز القوات المسلحة اللبنانية بالعديد والتجهيزات، وتشمل المرحلة الثانية استثمارات وحزمة اقتصادية للبنان تساعده على النهوض الاقتصادي والخدماتي. أما المرحلة الثالثة فتكون بعقد اتفاق للحدود بين البلدين”.
وختم زيدان متسائلاً: “هل ينجح هوكشتاين الأميركي الإسرائيلي في خداع لبنان بترسيم أو تحديد الحدود البرية بينه وبين إسرائيل ، بحيث يأتي في مصلحة إسرائيل، كما فعل من قبل لدى توسّطه بترسيم الحدود البحرية بينهما، أم أنّ لبنان لن يتنازل في المفاوضات المقبلة عن أيّ شبر من أرضه ويتمسّك بتحرير كل أراضيه المحتلة”؟
ثمّ بدأ الدكتور بسام النعماني مداخلته، وجاء فيها:
أولاً: هنالك 4 أسئلة تتكرر عند الناس وسأحاول الإجابة عليها في هذه المداخلة اليوم:
1. هل مزارع شبعا لبنانية أم سورية؟
2. هل الحدود الجنوبية سيتم ترسيمها أم تحديدها أم تعديلها؟
3. هل خسر لبنان في اتفاقية الحدود البحرية؟
4. ما هي الخرائط الجديدة التي يتم تحضيرها للمنطقة؟
ثانياً: توجد مسلمات أساسية لا بد من التأكيد عليها بداية:
1- التفريق بين الكيان والحدود
2- بعد الاستقلال لم يسمح لنا بترسيم الحدود بموجب النظام القانوني الدولي Uti posseditis juris
3- نعمل تحت سقف القانون الدولي. فالسؤال المنطقي الذي يستبعه ذلك هو: كيف رسمت الحدود؟ ولماذا رسمت بهذه الطريقة؟ مما يعطينا الحجج لمقارعة ضغوط الدول الكبرى والضغط عليهم بالمقابل من أجل تطبيق القانون الدولي والمعايير القانونية في ترسيم الحدود.
4- الخرائط ليست المقياس الوحيد لتحديد الحدود. الخرائط يتم التعديل أو التزوير أو التغيير فيها عبر فترات تاريخية مختلفة.
5- أيّ تحديد للحدود يحتاج إلى موافقة ثنائية أو دولية. لا يستطيع أيّ طرف إعلان حدوده من طرف واحد إلا عن طريق القوة.
ثالثاً: مجموعة من الخرائط ودراستها واستنتاج ما يمكن منها:
1- خريطة 1862 الأركان الفرنسية التأسيسية
مقالة جريدة الأخبار بقلم بدر الحاج منذ أسبوعين تقول بأن الخريطة تبشر بإنتهاء لبنان الكبير المسيحي، خلفية تاريخية، إلى ماذا استندت الخريطة؟ إلى الإمارة الشهابية. غياب تحديد الحدود الشمالية والجنوبية، الحدود الشرقية ضمت وادي العسل أي مزارع شبعا، إلى شبعا. الخريطة موجودة في المصيلح وفي المختارة، وزعت هيئة المحفوظات الوطنية 1000 نسخة. عندما أصدر غورو قرارات إنشاء دولة لبنان الكبير، ضمّ الخريطة مع ترسيم للحدود فيها. في مؤتمر الحوار 2005-2006 أبرزها الرئيس بري وعلى ضوئها اتخذ القرار بأن المقاومة تستمر إلى حين تحرير مزارع شبعا. مقالة العقيد جهاد مرعي في مجلة الجيش في ت1 2020.
2- خريطة سايكس – بيكو وضعت الحولة، وصفد، ومزارع شبعا في لبنان.
3- خريطة البطريرك الحويك 1919 تضع الحولة ومزارع شبعا في دولة لبنان الكبير.
4- خريطة غورو 1920 التخلي عن الحولة ولكن إبقاء بانياس ومزارع شبعا في دولة لبنان الكبير.
5- الإتفاقية الحدودية 23 كانون الأول 1920 وقضية القرى السبع. الخريطة مفقودة.
6- خريطة نيوكومب بوليه 1923 من رأس الناقورة إلى جسر الغجر تثبيت. ما بين جسر الغجر وجبل الشيخ، تحتاج إلى ترسيم.
7- مزارع شبعا، الاحتجاجات على الترسيم منذ الثلاثينات لسلطة الإنتداب الفرنسية، ولحكومة الاستقلال في الأربعينات. خريطة عقارية جديدة تعدل الحدود في 1947، تحضير ملف لبناني في 2000، ملف جديد في 2006 قدمت خريطة 1947 العقارية ومستندات أخرى.
8- الغجر موضوع شائك منذ الأربعينيات.
9- التحفظات اللبنانية مثالاً الخريطة الساتلايت
رابعاً: التحديات التي يواجهها لبنان في الترسيم البري والبحري:
1- إنشاء هيئة عليا للترسيم البري والبحري، نتيجة التشابك والتعقيدات المتعلقة بترسيم الحدود. الحاجة إلى تنسيق الجهود بدل تبعثرها.
2- والاحتكام إلى الشعب في الترسيم.

10/9/2024

Exit mobile version