الهديل

خاص الهديل: هذه هي النسب الحقيقة لإحتمالات شن إسرائيل حرباً شاملة ضد حزب الله!!

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

منذ الأيام الأولى لبدء حرب طوفان الأقصى كان خيار شن حرب على لبنان موجود على طاولة القرار في الكابينت الإسرائيلي. ويوم ١١ أكتوبر ٢٠٢٣؛ أي بعد ثلاثة أيام من بدء حزب الله في ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ حرب إسناد غزة؛ ناقش أعضاء الكابينت البدء بحرب شاملة ضد لبنان.. آنذاك غالانت وضباط كبار في قيادة الشمال كانوا مع الحرب؛ ولكن نتنياهو عارضها وفضل التركيز على غزة؛ كما أن الرئيس الأميركي بايدن عارض فتح حرب على لبنان لأنها ستقود لحرب إقليمية لا تريدها واشنطن.

بعد عام من تلك الواقعة، هناك سؤال يطرح نفسه، وهو هل تغير القرار في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية؟

الإجابة عن هذا السؤال تحتم ترتيب مستويات طرحه من الأعلى إلى الأسفل؛ بحيث تصبح مكوناته كالتالي: بداية وأولاً وقبل كل شيء هل غيّر بايدن رأيه وبات يرى أن لدى واشنطن مصلحة بدفع إسرائيل لبدء حرب على لبنان؟؟.. وتالياً وقبل كل شيء داخل إسرائيل هل غير نتنياهو رأيه وبات يرى أنه يجب عدم الاستمرار بالتركيز فقط على غزة والجبهة الجنوبية بل يجب أيضاً التعامل عسكرياً مع لبنان وحزب الله(؟؟)؛ وثالثاً، وبأسفل لائحة ترتيب نسب الأهمية، يجب السؤال عن مواقف العسكر في إسرائيل من الحرب على حزب الله في لبنان؛ والمقصود هنا موقف وزير الحرب غالانت؛ ورئيس هيئة الحرب هريسي هاليفي، الخ..؟؟

بالنسبة للمستوى الأولى والأهم بموضوع قرار حرب إسرائيل على لبنان؛ والمقصود هنا موقع الرئيس بايدن؛ يجدر التوقف عند الاعتبارات التالية الهامة:

الاعتبار الأساس والأهم هو أن بايدن لا يزال عند رؤيته بخصوص أن الحرب في لبنان تؤذي واشنطن من ناحيتين إثنتين؛ الأولى جيوسياسية كونها تضر بمصالح حلفائها في المنطقة؛ والثانية استراتيجية كونها ستجر واشنطن إلى حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط لا تريدها سيما وأن إدارة بايدن تعطي أولوية كاملة ومطلقة لحربها الكونية ضد روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين في أوكرانيا وأوروبا.

 

صحيح أن بايدن هو رئيس بصفة البطة العرجاء في هذه اللحظة؛ ولكنه ليس فاقداً لكل حيويات موقعه؛ خاصة بعدما بدأ يظهر أن الحزب الديموقراطي يخوض معركة انتخابات الرئاسة موحداً من جهة وبعد بروز مؤشرات نجاح هاريس في استطلاعات الرأي؛ أضف إلى ذلك ان البنتاغون ليس في حالة البطة العرجاء ورأيه بخصوص الحرب في لبنان لا يتأثر بأجواء الإنتخابات الأميركية؛ والبنتاغون موقفه واضح وهو عدم انزلاق المنطقة لحرب إقليمية.

بعد عرض الملامح العامة للموقف الأميركي من سيناريو شن إسرائيل حرباً على حزب الله في لبنان؛ يتم بترتيب الأهمية التطرق لموقف نتنياهو.. والسؤال المباشر الذي يجب طرحه هنا هو: هل نتنياهو يريد حرباً شاملة على لبنان الآن؟؟.

الإجابة السريعة تتضمن النقاط الأساسية التالية:

أولاً- آخر مرة طرح فيها موضوع الحرب على لبنان في الكابينت الذي تم حلها لاحقاً كان في شهر حزيران الفائت حينها طرح غالانت توجيه ضربة عسكرية كبيرة للبنان ولكن نتنياهو عارض ذلك. وقال تقرير صحفي آنذاك: لقد بادر نتنياهو في تلك الجلسة إلى إبعاد كل ملفات الحرب على لبنان عن طاولة الكابينت؛ وذلك بدعوى ان التركيز يجب أن يستمر على غزة.

ثانياً- هل طرأ تغير على موقف نتنياهو منذ شهر حزيران حتى الآن؟؟.

.. بخصوص هذه الجزئية تبرز نقطتين إثنتين، الأولى أساسية وهي أن نتنياهو يريد حرباً ضد لبنان إذا ضمن فقط أنها ستشتمل على تحقيق هدفين أساسيين بالنسبة له؛ الأول ان هذه الحرب ستمتد لتتحول إلى حرب مباشرة بين أميركا وإيران تؤدي لتدمير بنى إيران الاستراتيجية النووية والعسكرية؛ الهدف الثاني يتعلق بأن حسابات نتنياهو بتوسعة الحرب لها صلة بعلاقته بحليفيه بن غفير وسموتريتش، وهذان الحليفان يفضلان ان تتوسع الحرب باتجاه الضفة الغربية حصراً.. فاليمين الديني المتطرف في إسرائيل ليس لديه مانع في فتح حرب مع لبنان واحتلال الجنوب اللبناني حتى الليطاني؛ ولكن إذا تم وضعه بين خيارين إثنين عليه المفاضلة بينهما؛ أحدهما يقول بالحرب على الضفة الغربية والثاني يقول بالحرب على لبنان؛ فهو بلا شك سيفضل الحرب الضفة الغربية لأنه يعتبر ان الحرب عليها ستحقق مهمته المركزية الواردة في خطته المسماة “خطة الحسم” التي وضعها عام ٢٠١٧؛ ومفادها تهويد الضفة الغربية وتهجير قسم كبير من أهلها الفلسطينيين؛ وتدمير أوسلو توصلا لإنجاز “الاستقلال الثاني لدولة إسرائيل”.

.. وعليه فإن نتنياهو لا يزال حتى الآن في موضوع قراراته بشأن توسعة الحرب يقيم داخل مربعان إثنان، الأول مربع حساباته السياسية التي لا تزال ترى أن واشنطن – وخاصة في هذه اللحظة – غير جاهزة لحرب مع إيران؛ والمربع الثاني المتعلق بمراعاة مشروع حلفائه في اليمين الديني المتطرف الذي يعطي أولوية لاستكمال الحرب على الضفة على مشروع بدء الحرب على لبنان.

يبقى بالنهاية وبأسفل سلم الأهمية في التأثير على اتخاذ قرار الحرب الإسرائيلية على لبنان؛ موقف وزير الحرب غالانت وهاليفي؛ وهذان الرجلان يرفعان الصوت مطالبين ببدء الحرب على لبنان؛ ولكن هناك أموراً كثيرة تدفع لعدم اعتبار كلامهما حاسماً داخل إسرائيل؛ أبرزها أن نتنياهو هو كل القرار داخل الكيان العبري.

Exit mobile version