الهديل

خاص الهديل: خارطة الأحداث المتوقعة لغاية حلول اليوم التالي في البيت الأبيض في ٥ نوفمبر القادم

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة 

الأمر كله داخل إسرائيل وداخل حرب غزة ومعارك اسنادها، معقود على الإجابة عن سؤال سيظل هاما إلى حين معرفة من سيجلس في البيت الأبيض يوم ٦ نوفمبر؛ وهو اليوم الذي له معنى “اليوم التالي في الولايات المتحدة الاميركية”؛ بمقابل أو بموازاة معاني “اليوم التالي في غزة”، و”اليوم التالي في الضفة الغربية” وأيضا “اليوم التالي في لبنان” واستدراكا “اليوم التالي في حرب أوكرانيا”!!.

الفكرة السائدة اليوم هي ليس فقط انتظار يوم ٦ نوفمبر بوصفه سيحمل أجوبة سياسية واستراتيجية عن اليوم التالي في البيت الأبيض؛ بمعنى من سيكون رئيسا وكيف ستتصرف أميركا تجاه حرائق العالم وبضمنها حريقها السياسي الداخلي؟. 

ضمن هذا السياق يتبين ان لكل دولة من دول أزمة حرب غزة، أصبح هناك انتظار قلق ولا يقيني لما سيجري في اليوم التالي السياسي فيها؛ بدليل ان هذا السؤال عن اليوم التالي لانتهاء الأزمة، لم يعد مقتصرا على غزة؛ وعليه لم يعد السؤال عن مستقبل حماس، ويحيى السينوار في اليوم التالي لوقف الحرب في غزة؛ بل أصبح السؤال عينه مطروحا أيضا عن مصير نتنياهو في اليوم التالي بعد حرب غزة؛ وأصبح مثارا بالقدر نفسه بشأن مصير ترامب في اليوم التالي بعد ٥ نوفمبر؛ وبشأن مصير بوتين وصول هاريس أو بديلها ترامب، وهكذا..

هناك تتمة لهذه الفكرة موجودة في إسرائيل وفي لبنان وأيضا في موسكو.. وتقوم هذه الفكرة على احتمالية ضئيلة لكنها قابلة للتحقق؛ ومفادها أنه في غمرة أن القرار العالمي مشغول بانتظار اليوم التالي لاستحقاقاته؛ فلماذا لا يتم إحداث اختراق كبير ليصبح في مرحلة ما بعد بلوغ اليوم التالي بمثابة أمر سياسي واقع؟؟.

في لبنان يتمثل هذا الاختراق بتمرير الاستحقاق الرئاسي قبل مرحلة ما بعد يوم ٥ نوفمبر؛ وفي إسرائيل يتمثل هذا الاختراق بتمرير عملية عسكرية أكبر ضد لبنان تضع كل ملف الجبهة الشمالية أمام واقع جديد عندما تقاربه واشنطن في مرحلة ما بعد يوم ٥ نوفمبر؛ وفي موسكو قد يفكر بوتين بتوجيه ضربة تمتاز بأنها فوق تقليدية (ليست بالضرورة نووية) تؤدي إلى خلق صدمة للغرب الذي فاجأ موسكو طوال الأسابيع الأخيرة بقرارات دعم عسكري لاوكرانيا تمتاز بدورها بأنها فوق تقليدية (ضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى ومتطورة)؟؟. 

هذه الأفكار عن انتهاز دول وجهات موجودة داخل حرب غزة، فترة ما قبل دخول الولايات المتحدة الأميركية مرحلة ما بعد يوم ٥ نوفمبر، وذلك بهدف قيامها بإحداث اختراقات نوعية في جدار الأزمات التي تواجهها، تمتاز بأنها أفكار ذات احتمالية تحقق ضئيلة جداً؛ ذلك أن “حركة التاريخ” في هذه الفترة الزمنية الراهنة الواقعة بين “فشل وقف التصعيد المستطير في غزة”، و”ثقل انتظار موعد انتخابات تقديم حساب الانتقام في أميركا”، وداخل مربع “انزلاق الحرب في أوكرانيا إلى لحظة الخطر الاستثنائي”؛ يسير (أي هذا التاريخ) إلى الوراء؛ وبأحسن الأحوال فهو يسير في حالة مراوحة داخل نطاق بقاء خطوته في مكانها؛ وكل الخوف هو أن يتقدم هذا التاريخ داخل لحظة الفراغ الكبير المسمى “باليوم الحالي”، خطوة إلى الفراغ فيقع المحظور .. والسبب انه لا يوجد حالياً موطئ قدم صلبة ليخطو فوقها أي طرف في أزمة حرب غزة خطوة إلى الأمام.. وحتى اتضاح ما بعد ٥ نوفمبر – إذا كان بعد ٥ نوفمبر سيؤدي لوضوح ما – فإن طريق أزمات حرب غزة معبدة بالفراغ الاستراتيجي الخطير والكبير والمخفوف بمخاطر الانزلاق للهاوية، وليس التقدم نحو هدف موجود على بعد خطوة إلى الأمام. 

.. عليه؛ التسويات وإبرام الصفقات مستبعدة ومستحيلة قبل مضي يوم ٥ نوفمبر.. وأيضا توسعة الحرب إلى خارج حدود فلسطين التاريخية مستبعدة لحد الاستحالة قبل مضي يوم ٥ نوفمبر.. يبقى المزيد من التصعيد تحت سقف استكمال الحرب في غزة والضفة وربما داخل أراضي ٤٨ والتصعيد تحت سقف تحقيق مكاسب بالنقاط بشرط عدم الذهاب إلى الحرب مع لبنان والأردن وحتى مع مصر.

Exit mobile version