الهديل

خاص الهديل: حريق في لبنان للتغطية على تنفيذ خطة تهجير شمال غزة!! 

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

 

خلال الـ٧٢ ساعة الأخيرة، ظهر أن مجمل الوضع على “جبهة الشمال”؛ أي جبهة الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، يتجه نحو نقطة اللاعودة.  

والعنوان المباشر لهذا التطور تمثل بدعوة نتنياهو أثناء لقاء الكابينت المخصص لتغيير المسار على الجبهة الشمالية، لتوسعة التصعيد العسكري مع لبنان من خلال شن عملية برية ضده لا تؤدي – بحسب كلامه – للانزلاق لحرب شاملة.. 

بعض المعلومات الصحفية في إسرائيل كشفت أن موعد بدء هذه العملية التي ستتم بشكل متدرج هو اليوم؛ ولكن مصادر نتنياهو قالت إنها قد تبدأ بعد أسابيع قليلة أو أشهر. 

بمعنى أوضح تبين أن اجتماع الكابينت لتغيير المسار في الحرب الإسرائيلية مع لبنان أقر بضرورة تنفيذ عملية عسكرية برية، ولكنه لم يحدد وقت بدئها. 

ضمن هذه الأجواء المتفاعلة بإتجاه اتخاذ قرار بتوسعة الحرب على لبنان من دون تحديد موعد البدء بها؛ برزت عدة تطورات، يؤدي التوقف عندها إلى معرفة عن أية حرب مع لبنان تتحدث إسرائيل، وما الذي تغير حتى بات نتنياهو يريد تغيير المسار على الجبهة الشمالية بعد أن ظل يرفض ذلك طوال الأشهر الماضية؟.

التطور الأول يتمثل بحصول تزامن وتلازم بين اجتماع الكابينت بخصوص إعلان التوجه لتنفيذ عملية عسكرية برية ضد لبنان؛ وبين وصول آموس هوكشتاين موفد الرئيس الأميركي إلى إسرائيل؛ وما ميز هذه الزيارة عن سابقاتها هو تغير عنوانها العام؛ ففي زياراته السابقة كانت واشنطن تقول إنها أرسلت هوكشتاين إلى المنطقة كي يمنع توسع الحرب مع لبنان؛ أما الزيارة الحالية فهي تجري تحت عنوان تباحث هوكشتاين مع المسؤولين الإسرائيليين حول كيفية تغيير الوضع على الحدود الشمالية بين لبنان وإسرائيل.

طبعاً هوكشتاين أعلن أن واشنطن لا تريد رؤية حرب في المنطقة انطلاقاً من توسع الحرب على الجبهة الشمالية؛ ولكن ما يجدر التوقف عنده هو أن الخطاب الأميركي تجاه الجبهة الشمالية بدأ يأخذ نفس شكل ومضمون الخطاب الذي اتبعه بايدن بخصوص رفح طوال فترة ما قبل دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح لغاية دخوله إليها وحتى الآن؛ أي ضد الدخول إلا إذا…. بمعنى آخر تغطية دخول الجيش الإسرائيلي لرفح ولكن بشكل غير مباشر.

اليوم هوكشتاين ضد الحرب على لبنان؛ ولكنه في نفس الوقت هو مع تنفيذ إجراء يؤدي إلى تغيير الوضع القائم على الحدود الشمالية.

وربما كان خطاب واشنطن الجديد هو أخطر تطور في ميزان انقلاب المواقف داخل إسرائيل وداخل أميركا بخصوص الحرب ضد لبنان.

ويبقى هناك احتمالان لا ثالث لهما؛ أولهما أن تكون واشنطن وتل أبيب بدأتا فعلياً بتنفيذ استراتيجية ممارسة الضغوط الثلاثة المتزامنة على لبنان؛ والتي كان جرى الحديث عنها مؤخراً. وقوام هذه الاستراتيجية إخضاع لبنان لضغط سياسي يمارسه هوكشتاين والغرب؛ مترافقاً ومستفيداً من ضغط عسكري متعاظم ومؤيد ومدعوم أميركياً؛ وأيضاً مع ضغط اقتصادي شديد تقوده واشنطن.. والهدف النهائي هو تضافر هذه الضغوط الثلاثة في وقت واحد لإرغام حزب الله على التراجع..

الإحتمال الثاني أن يكون نتنياهو يطرح قضية زيادة مسار التصعيد العسكري مع لبنان كي يحقق مكاسب في إدارته لملفي الوضع الداخلي الإسرائيلي والوضع المتصل بعلاقاته بإدارة بايدن.

.. غير أن الإحتمال الثاني يأخذ إلى التطور الثاني الذي شهدته إسرائيل خلال الساعات الـ٤٨ الماضية؛ ومضمونه التسريبات عن اعتزام نتنياهو إقالة وزير الأمن يوآف غالانت وتعيين جدعون ساعر مكانه..

فوق طبقة الجليد الظاهرة فإن سبب الخلاف بين نتنياهو وغالانت هو أن الأخير يريد تصعيداً في الشمال ولكنه يقر بأن هذا التصعيد يؤثر على حياة الرهائن؛ بينما نتنياهو يرى أن التصعيد في الشمال لا يؤثر على ما يحدث في الجبهة الجنوبية مع غزة.

اللافت هنا هو التحول الكبير في موقف نتنياهو؛ ففي شهر حزيران الماضي طرح غالانت وهاليفي في أحد اجتماعات الكابينت موضوع شن عملية عسكرية برية ضد لبنان؛ لكن نتنياهو حينها رفض نقاش هذا الأمر وقال لمحدثيه: الوقت اليوم للتركيز على غزة.

السؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو ما الذي تغير في ميدان غزة ليجعل نتنياهو يعتبر انه انتهى من غزة، وعليه الآن توجيه الثقل العسكري نحو الشمال مع لبنان؟؟. 

مراجعة الوقائع الميدانية تؤكد أن الجيش الإسرائيلي لا يزال عالقاً في وحول غزة؛ وأكثر من ذلك فإن الجيش الإسرائيلي هناك يستعد لتنفيذ خطة تفريغ شمال القطاع وحصر كل سكان غزة في شريط ساحلي ضيق في جنوبها على الحدود مع مصر؛ ما يعني أن مشروع نتنياهو الراهن في غزة لا يزال يحتاج لإبقاء ثقل إسرائيل العسكري هناك..

ربما كان نتنياهو (كاحتمال ثالث) يريد إشعال حريق غير شامل، ولكنه كبير مع لبنان، وذلك من أجل التغطية على عملية تهجير وترانسفير كبيرة يريد الجيش الإسرائيلي تنفيذها ضد ٣٥٠ ألف غزاوي يراد قبل حلول ٥ نوفمبر ترحيلهم بالقوة من شمال القطاع إلى جنوبه. 

أغلب الظن أن نتنياهو يريد عملية إلهاء للرأي العام الدولي عبر إشعال حريق محسوب في لبنان؛ وهدفه من ذلك التغطية والتعميه على ما سيحدث في غزة من تهجير للسكان في شمالها وذلك خلال الفترة الفاصلة حتى ٥ نوفمبر..

Exit mobile version