خاص الهديل
قهرمان مصطفى
شهد لبنان اليوم تصعيدًا لافتًا عبر عملية غير مسبوقة تمثلت في استهداف أجهزة البيجر التابعة لعناصر حزب الله. جرت العملية في توقيت حساس ومرتبط بتطورات أمنية وسياسية، مما يفتح المجال أمام تساؤلات حول الأدوات والأساليب المستخدمة، والرسائل التي قد يحملها هذا الهجوم الفريد من نوعه.
ويذكرنا هذا الاستهداف بتفجير 4 آب الذي تعرض له مرفأ بيروت؛ وهو انفجار لا يزال غامضا حتى وإن قيل إنه ناتج عن انفجار كميات كبيرة من نترات الأمونيوم في إحدى الحاويات.
الهجوم الذي استهدف حزب الله عبر أجهزة البيجر التي يقتنيها عناصره كان مفاجئًا بالنظر إلى توقيته الاستراتيجي، الذي جاء بعد أقل من 24 ساعة من قرار مصادقة “كابينت الحرب” الإسرائيلي رسميًا على توسيع أهداف الحرب لتشمل الجبهة الشمالية مع لبنان. ويُعد هذا القرار محوريًا في تحديد سياسة إسرائيل تجاه التوترات الأمنية، خصوصًا في ظل الأنباء عن إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت واستبداله بساعر.بالحديث عن التحليل الأولي للاستهداف، هناك عدة تفسيرات محتملة، على الرغم من أنه ما زال من المبكر الحديث عنها بتفصيل. واحدة من النظريات تشير إلى أن شريحة قد تم زرعها مسبقًا في أجهزة البيجر قد تسببت في الانفجارات. هذه الشريحة تم تفعيلها بواسطة موجات راديو مرسلة من طائرات مسيرة، مما أدى إلى تسخين البطاريات بشكل مفرط أدى إلى انفجارها.
تفسير آخر هو أن الأجهزة كانت تحتوي على برمجيات خبيثة أو فيروسات تعمل على تسخين البطاريات بشكل تدريجي حتى تنفجر. يستند هذا التفسير إلى تقارير إعلامية تقول إن الأجهزة المستهدفة كانت من طراز حديث استقدمه حزب الله مؤخرا.
فيما يتعلق بالتعليق الإسرائيلي على هذه الحادثة، لا يوجد حتى الآن أي رد رسمي من إسرائيل على الهجوم، وهو ما قد يكون له دلالات عدة. وفقا لمصادر أمنية، فإن تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله يمثل اختراقا استخباراتيا غير مسبوق. على الرغم من تأكيد مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي لمسؤولية إسرائيل عن الهجوم عبر تغريدة، فإن البيان الرسمي تم سحبه، وطُلب من الوزراء عدم التعليق على الحادث. هذا الصمت يثير التساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية وراء الهجوم وسبب عدم رغبة إسرائيل في تأكيد مسؤوليتها علنياً.
لكن يبقى السؤال المبهم إلى الآن هو: ما الرسالة التي تنوي إسرائيل إرسالها عبر هذا النوع من الاستهداف؟ هل هو تمهيد لتوسيع العملية العسكرية نحو الجبهة الشمالية، أم هي رسالة لحزب الله تؤكد فيها إسرائيل قدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة ومعقدة حتى في ظل التوترات الداخلية التي تهز البيت الإسرائيلي؟