الهديل

خاص الهديل: إجماع إسرائيلي على رفض مقترح الهدنة مع حزب الله!!

خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة

صاغ الأميركيون والفرنسيون بالتشارك مع الإسرائيلي مقترح تثبيت هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحزب الله تستغرق ٢١ يوماً؛ يتم استغلالها لبحث سبل الانتقال لمفاوضات تشمل تطبيق القرار ١٧٠١، الخ..

قبل يومين كان نتنياهو شكل لجنة برئاسة دريمر وأرسلها إلى واشنطن لفحص احتمالات التوصل لوقف نار مع حزب الله. وبريمر مع مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض وفريقهما تفاوضوا وأنتجوا المقترح الذي أطلق عليه المقترح الفرنسي الأميركي.

 

قبل أن يصعد نتنياهو إلى الطائرة في طريقه لنيويورك قال إنه سيبحث موضوع الهدنة المؤقتة؛ ثم أقلعت به الطائرة؛ وخلال سفرته الطويلة كان يسمع ردود الفعل على المقترح داخل إسرائيل وكانت كلها ليس فقط سلبية بل تعكس حالة جنون لدى كل أطياف المجتمع السياسي والإعلامي الإسرائيلي بسبب موافقة نتنياهو على وقف النار مع حزب الله.. 

 

هبطت طائرة نتنياهو في نيويورك وأعلن وهو لا يزال في المطار: عن أي مقترح تتحدثون.. سأكمل الحرب على حزب الله حتى ينصاع لمطالب إسرائيل.

السؤال الذي طرح نفسه أمس ليس لماذا غيّر نتنياهو رأيه خلال الساعات التي قضاها على الطائرة التي أقلته من إسرائيل إلى نيويورك؛ فنتنياهو معتاد أن ينقلب على مواقفه؛ ولكن السؤال هو لماذا هذا الإجماع في إسرائيل على رفض وقف النار مع لبنان؟؟.

 

الإجابة عن هذا السؤال تقول إن هناك شعور عام في إسرائيل يقول إن الجيش الإسرائيلي بعد طول معاناة مع عقدة الهزيمة في ٧ أكتوبر، بدأ يستعيد المبادرة من خلال تسجيل نجاحات ضد حزب الله الذي يتصف بأنه أقوى حلفاء إيران في المنطقة، وأنه درة تاج المحور الإيراني الإقليمي.. وباختصار لا يريد المجتمع الإعلامي والسياسي والأمني في إسرائيل أن يتم قطع مسار إستعادة الثقة بالتفوق العسكري الذي يتم إنجازه في لبنان، خاصة وأن الكلفة البشرية لهذه الإنجازات لا تزال محمولة، رغم أنها تتضمن تهجير نحو ٦٠ ألف مستوطناً إسرائيلياً من مستوطنات الشمال وإلحاق أضرار “ببلداتهم ومدنهم”.

 

.. إلى ذلك فإن السؤال في إسرائيل هو عن نهاية مسار هذه الحرب التي انتقل ثقلها من غزة الى لبنان؟

وأكثر ما يتم نقاش هذا السؤال هو فوق طاولة التشاور الاستراتيجي الجاري بين تل أبيب وواشنطن؛ حيث حتى الآن برز رأي يقول به نتنياهو ومفاده أن إسرائيل ستكون مضطرة لعقد من الحرب لاستعادة صورة الردع في المنطقة.. وبالمقابل يرى الأميركيون أن ما تحتاجه إسرائيل هو عقد من الحرب الباردة لا يتم خلاله حسم الحرب عسكرياً بل تركز فيه إسرائيل على العودة لنفسها كدولة رائدة اقتصادياً وتكنولوجياً وحتى أخلاقياً.

هذا الحوار بين إسرائيل وأميركا عن اليوم التالي بعد أطول حرب خاضتها تل أبيب يبدو أنه تجمد بانتظار مرحلة ما بعد الانتخابات الأميركية. وحتى ذلك الوقت فإن نتنياهو ينجح برسم أحداث ردود الفعل على مسرح الشرق الأوسط.

Exit mobile version