الهديل

خاص الهديل: “فترة ٤٨ ساعة انتظار” ستحدد ما هو الوضع الاستراتيجي لحزب الله!!؟

خاص الهديل:

 

بقلم: ناصر شرارة
قبل أيام حضر إلى لبنان الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان وجال على المسؤولين بمن فيهم رئيس كتلة نواب حزب الله محمد رعد. في بيروت كان – وربما لا يزال – يتم النظر لثقل باريس الدولي بأنه غير وازن؛ ومع ذلك يتعاطى اللبنانيون معه من باب أنه قد يكون منسقاً مع الأميركيين.
.. ولكن حتى مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين الذي ينتظره اللبنانيون على أحر من الجمر؛ جاء إلى إسرائيل غير أنه تقصد أن لا يحضر إلى لبنان. بالنسبة للبعض كانت هذه إشارة ذات مغزى؛ ومفادها أن هوكشتاين ربما يكون قد تم الهمس في أذنه في تل أبيب بأنه يجب عليه ترك نتنياهو يتصرف عسكرياً مع لبنان، قبل أن يذهب هذه المرة إلى بيروت بمهمة فرض صيغة لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله وليس عرض صيغة للتفاوض بشأنها.
في هذه الأثناء تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو أقسم يميناً بأنه لن يقبل بأي حال بشرط حزب الله الذي يربط وقف النار على الجبهة الشمالية بوقف مسبق للنار على الجبهة الجنوبية (قطاع غزة).
وخلال الوقت الذي كانت فيه إدارة بايدن تصوغ مبادرة لوقف النار بين إسرائيل وحزب الله؛ نفذ نتنياهو ما همس به سراً لهوكشتاين، وقام بسلسلة عمليات عسكرية وأمنية من الوزن الثقيل جداً ضد حزب الله ولبنان والمدنيين على حد سواء. وكل هذه العمليات كانت من النوع الذي يتجاوز الخطوط الحمر القائمة منذ ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ بين الجيش الإسرائيلي والحزب؛ وكل واحدة منها توحي بأن نتنياهو ذاهب لخيار تحويل لبنان وأجزاء منه على الأقل إلى غزة ٢.
ما فاجأ المراقبين هو أنه بينما تمادت إسرائيل في الدوس بفضاضة على الخطوط الحمر القائمة على الجبهة الشمالية؛ فإن ردود حزب الله العسكرية ظلت منخفضة الوتيرة وتحت هذه الخطوط الحمر..
.. لم يحدث مثلاً أقل السيناريوهات التي كانت تل أبيب تتوقع أن ينفذها حزب الله في حال تم توجيه النار الإسرائيلية إلى الضاحية الجنوبية؛ وهو المبادرة بقصف تل أبيب؛ وتجسيد معادلة تل أبيب مقابل الضاحية.
.. ورغم أن تننياهو استهدف أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله مباشرة، وهو ورمز المحور الحليف لإيران في المنطقة؛ فإن حزب الله لم ينفذ السيناريو الذي طالما تم الحديث عنه؛ وهو توجيه آلاف الصواريخ، التي بينها صواريخ دقيقة، إلى تل أبيب، وإلحاق أضرار بنيوية بإسرائيل، الخ..
لم يحدث سيناريو انقطاع الكهرباء في إسرائيل كما كانت تتوقع قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي حتى الآن لم تعط توجيهات بالتزام الملاجئ في تل أبيب.
السؤال داخل بيئة حزب الله هو لماذا لا يرد الحزب على نحو متناسب على الاعتداءات الإسرائيلي (؟؟)؛ هل السبب هو تمسكه باستراتيجية الصبر الاستراتيجي لتجنب حرب شاملة لا تريدها حارة حريك في هذا الوقت؛ أم أن السبب يعود لكون الهجمات الإسرائيلية المكثفة على مواقع الصواريخ الدقيقة الخاصة بالحزب، نجحت في تدميرها؛ وبالتالي لم يعد يوجد في ترسانة الحزب صواريخ دقيقة؟؟.
.. بنظر مراقبين يوجد فترة انتظار مدتها ٤٨ ساعة؛ خلال هذه الفترة لا يزال هناك توقع بخصوص أن ينظم الحزب رداً عسكرياً استراتيجياً قاسياً على الهجمات الإسرائيلية القوية جداً، وخاصة بينها هجمة عصر وليل الجمعة – السبت (أمس)؛ وفي حال مرت الساعات ال ٤٨ ولم يبادر حزب الله إلى رد من هذا النوع، فإن هذا سيجعل الأسئلة أكبر داخل بيئة الحزب، وداخل الدول الكثيرة التي تتابع الوضع في لبنان، وذلك حول ما إذا كانت ترسانة حزب الله العسكرية الاستراتيجية أصبحت خاوية من الصواريخ الدقيقة، أو مقيدة بوضع سياسي استراتيجي.. وحينها سيصبح السؤال عن اليوم التالي في لبنان؟؟.
Exit mobile version