خاص الهديل…
غنوة دريان
يواصل المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، جولاته حول العالم لنقل نبض الواقع الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة،قبل 40 عامًا بدأ رشيد مشهراوي مسيرته الفنية الناجحة والتي انفعل فيها مع الأحداث التي جرت من حوله، قائلًا:نشأت في ظروف صعبة مرتبطة بالحرب، فأنا من مواليد غزة وأفلامي الأولى قدمتها فيها وحتى عندما كنت خارجها كنت أقدم سينما متنقلة وورش تدريب للشباب وقدمت مهرجان سينما الطفل بغزة، وأنا محسوب على غزة وهذا أمر أفتخر بها، وعندما اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر والتي لم تحدث مثلها من قبل في دمويتها ووحشيتها بتاريخ الكرة الأرضية، كان لا بد أن يكون لي دور فكان من الصعب أن أقف كمتفرج بدون أي رد فعل، فإسرائيل تقوم بعملية تطهير عرقي لأصحاب الأرض وأعداد ضخمة من الشهداء والنازحين وحالات تجويع وتشريد”.
يضيف: “طول الوقت أدعم فلسطين من خلال أعمالي وأوظف كل أدواتي وأقدم قصصًا عنها فقبل ثلاثين عامًا حصد فيلمي والذي حمل اسم “حتى إشعار آخر” عام 1995 جائزة الهرم الذهبي وكان له علاقة بالانتفاضة الأولى في فلسطين وقدم في مهرجان القاهرة السينمائي أيام الراحل سعد الدين وهبة، وبعدها حصد فيلم “حيفا” أحسن فيلم لعدة سنوات وعرض في عدد من المهرجانات الدولية مثل “كان وتورنتو السينمائي”، وأنا عملت تحت الحرب في غزة، وتعرضت لظروف صعبة، والعمل بأقل الإمكانيات فلقد اعتدت على العمل في ظروف خطرة خلال الحرب ليس فقط غزة ولكن العراق ولبنان أيضًا، فهذه التجارب علمتني الكثير، حتى الأفلام التي قدمها الشباب من غزة أرى أنها تصنع لهم حياة وتجعلهم يشعرون بدورهم، وتوثق العلاقة بينهم وبين المكان الذي يعيشون فيه، كما أنها أعادت علاقتهم مع السينما، وقدموا فيها دور مهم”.
يستنكر مشهراوي الأوضاع المزرية التي يتعرض لها أهالي سكان غزة مؤخرًا قائلا: “صحيح أن الظروف صعبة سواء في الانتفاضة الأولى أو الثانية وغيرها ولكن لم أرَ من قبل هذه الوحشية والدموية، ولم نكن نتوقع أن ما يحدث لنا الآن سيكون بهذه البشاعة أمام هذا الصمت والانحياز العالمي للرواية الإسرائيلية.