الهديل

أعنف من “غارة نصرالله”.. لحظات قاسية من “ضاحية بيروت”!

أعنف من “غارة نصرالله”.. لحظات قاسية من “ضاحية بيروت”!

الساعات الأخيرة التي عاشتها الضاحية الجنوبية لبيروت، كانت عصيبة بعدما تجدد القصف الإسرائيلي عليها مستهدفا عشرات المربعات السكنية في المنطقة المعروفة باكتظاظها بالسكان والمباني.

“رعب شديد”.. هذا ما يلخصه سكان من بيروت ومدن مجاورة، ارتجّت منازلهم بسبب القصف العنيف الذي استهدف الضاحية، أحدهم تحدث إلى بلينكس، واصفا كيف تأثر منزله في مدينة صيدا التي تبعد عن الضاحية أكثر من 35 كيلومترا.

فماذا شهدت الضاحية من عمليات استهداف خلال الساعات الأخيرة؟ ماذا يقول سكانها والقاطنين عند أطرافها عما حصل؟ وكيف شاهدوا ما حدث عندما دخلوا صباح الجمعة وسط الدمار؟

أقوى ضربة منذ غارة اغتيال نصرالله

بين يومي الخميس والجمعة، نفذت إسرائيل أكثر من 20 غارة جوية على الضاحية، لكن الضربة الأعنف هي التي وقعت الساعة 12.30 بُعيد منتصف الليل، حينما سُمعت أصوات قصف شديدة مترافقة مع تفجيرات ضخمة قيل إنها تستهدف رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، وهو المرشح المحتمل لخلافة أمين عام “حزب الله” الشهيد السيد حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية يوم الجمعة الماضي 27 أيلول الماضي.

والجمعة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه استهدف مقر المخابرات المركزي التابع لحزب الله من دون الكشف عن مصير صفي الدين، قبل أن تقصف الطائرات الحربية حشدا من المسعفين في منطقة الاستهداف في وسط الضاحية، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.

أيضا، تلقى مركز تابع للدفاع المدني اللبناني في منطقة الحدت المحاذية للضاحية الجنوبية لبيروت، إتصال تهديد إسرائيلي يطلب فيه من العناصر عدم التوجه إلى الموقع الذي تم قصفه خلال الساعات الماضية ضمن الضاحية.

رئيس مركز المتن الجنوبي الساحلي الإقليمي سعد الأحمر أكد لبلينكس صحة الخبر، مشيرا إلى أن الاتصال جاء عبر هاتف خليوي خاص بالمديرية العامة للدفاع المدني.

وذكر الأحمر أن التهديد الأخير ليس الأول من نوعه، مشيرا إلى أنه تضمن رسالة واضحة مفادها أن أي تحرك باتجاه الأماكن المستهدفة سيقابلها قصف يطال عناصر الدفاع المدني.

علي العطار الذي يقطن حاليا عند أطراف الضاحية لناحية طريق مطار رفيق الحريري الدولي، رفض الخروج من منزله، مقررا البقاء في منطقته رغم القصف.

يقول العطار

لبلينكس إن غارة منتصف ليل الخميس-الجمعة جعلته يتذكر الغارة التي استهدفت نصرالله، قائلا: “الليلة كانت مرعبة. أكثر من 10 انفجارات سُمعت في حين انتشرت في الهواء رائحة كريهة جدا عقب الضربة. الضاحية مُسحت وباتت ركاما بأغلبها”.

يوضح العطار أنه قرر البقاء في منزله لأنه “ليس لديه أي مكان يغادر إليه”، ويقول: “لقد شاهدنا أحوال النازحين على الطرقات والمدارس. لن أخرج من هنا كي لا أواجه الذل، سأموت في منزلي كي لا أشهد على لحظات التشرد”.

منطقة الشياح “المستهدف الأبرز”

خلال يوم الخميس، تركزت الضربات على منطقة الشيّاح بشكل أساسي، فيما تم استهداف أيضا مكتب العلاقات الإعلامية التابع لحزب الله في شارع معوّض ضمن الضاحية.

وتعتبر منطقة الشيّاح خليطاً أساسياً بين اللبنانيين المسيحيين والمسلمين، في حين أن القصف الذي يطالها استهدف مناطق رئيسية فيها، ما أدى إلى دمار كبير في الوحدات السكنية والمدنية.

آمال عطوي أيضا كانت تخطط للنزول إلى منزلها في الشيّاح الجمعة، لكنها عدلت عن ذلك بعد ضربة الأمس، وتقول لبلينكس: “كنت أود الذهاب إلى منزلي لأخذ بعض الحاجيات لكنني لم أتمكن من ذلك، فالخوف كبير من الاستهدافات الجديدة”.

خلال تواجدها في بلدة القماطية في جبل لبنان، الخميس 3 تشرين الأول، سمعت آمال أصوات قصف شديد قريب منها لتظن أن المنطقة قصفت. عندها، تبين أنّ الضربة طالت منطقة كيفون القريبة مستهدفة برج إرسال لمحطة المنار.

ضربة كيفون تزامنت مع قصف طال الضاحية، وهنا تقول آمال: “كانت لحظات ضياع. والدي وأخي في الضاحية وأنا في القماطية.. من جهة، حاولت جاهدة معرفة ماذا سأفعل إن كان القصف قريبا، ومن جهة أخرى سعيت للاطمئنان على عائلتي”.

مطار بيروت “الصامد الأكبر” تحت القصف

 

طوال ساعات الليل، بقيت عطيّة عكاوي تتابع قصف الضاحية من منزلها في صيدا، الذي ارتج من شدة القصف.

أثناء متابعتها إحدى القنوات اللبنانية، شاهدت عكاوي طائرة مدنية تهبط في مطار بيروت خلال القصف على الضاحية.

خلال تلك اللحظات، صرخت عكاوي قائلة: “كيف ذلك؟ قصف والطائرات المدنية تتحرك. نخشى أن تستهدف إسرائيل الطائرات وعندها سيُصبح لبنان معزولا”.

في حديث مع بلينكس، تقول عكاوي: “المطار هو منفذنا الوحيد الآن بعدما قصفت إسرائيل معبر المصنع بين لبنان وسوريا”.

واليوم، ذكرت وكالة “رويترز” أن طائرة تابعة لشركة “طيران الشرق الأوسط” اللبنانية هبطت في مطار بيروت خلال القصف الإسرائيلي.

ولفتت رويترز إلى أن الانفجارات لم تكن داخل حدود المطار على ما يبدو، لكنها كانت على بعد 6.8 كيلومترات شمال غرب المطار

Exit mobile version