خاص الهديل…
منذ قرابة العام والمقاومة في لبنان تخوض حرباً ضد اسرائيل في الجنوب اللبناني دعماً وإسناداً لغزة؛ ومنذ السابع عشر من أيلول الماضي وحرب إسناد غزة تتوسع دائرتها ويبدو أنها خرجت عما يسمى بقواعد الاشتباك وتجاوزت الخطوط الحمر التي كانت مرسومة – وهمياً – بين حزب الله وإسرائيل..
اسرائيل ومنذ 17 أيلول تمارس حرباً من كل الأنواع ضد المقاومة في لبنان؛ بدايةً بدأت بتفجبرات البيجر وصولاً إلى عمليات الاغتيال التي طالت وتطال قيادات الحزب وأبرزهم أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله والقصف المستمر على الجنوب والبقاع وبعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت؛ فبعد كل هذه الاغتيالات يبرز سؤال مفاده! بعد كل ماجرى ويجري الآن هل نجحت إسرائيل في لبنان فيما فشلت في تحقيقه فى غزة؟ وهل حان الوقت لكي يحتفل الإسرائيلي بنهاية المقاومة؟
للإجابة عن هذا السؤال لابد من الإشارة إلى النقطة الهامة ألا وهي.. المقاومة لا يمكن أن تنتهى وواهم من يتصور أو يتحدث عن ذلك. فالمقاومة فكرة إنسانية حية دائما فى الضمير طالما هناك ظلم وعدوان واحتلال. أكبر وأضخم الجيوش لم تستطع القضاء على حركات المقاومة في فيتنام وأمريكا اللاتينية. قد تغتال قادتها لكنها من المستحيل أن تقتلعها من جذورها العميقة في مجتمعاتها الإنسانية؛ فالمقاومة فكرة أشمل وأعم وأكبر من مجرد تنظيم او تشكيلات عسكرية. فهي حركة شعوب لا تموت.
في لبنان تكرر إسرائيل ما قامت به فى عام 92 عندما احتفلت وابتهجت باغتيال الأمين العام الأول لحزب الله عباس الموسوي وتوقعت أن يموت حزب الله بموت قائده”. فجاء السيد نصر الله وحول الحزب إلى أقوى قوة عسكرية غير نظامية في العالم.
المقاومة فكرة والأفكار لا تموت بموت أصحابها؛ فالفكرة لن تهزم. في داخل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية هناك يقين أن هزيمة حزب الله ما زالت بعيدة رغم الضربات القوية التي تلقاها، فما زالت هناك بيئة حاضنة له ولأفكاره داخل لبنان وخارجه، وهناك تقديرات أن الحزب ما زال يمتلك ترسانة مسلحة قوية ما بين 150 و200 ألف صاروخ وقذيفة. كما أن في صفوف الحزب ما بين 40 و50 ألفاً من المقاتلين المدربين تدريباً عال المستوى ومتحمسين للقتال.
في المقابل لا يمكن أن ننكر أن الأوضاع في غاية الصعوبة والإدانات والشجب والتهديد وحدها لا، والأيام والأسابيع القليلة القادمة ستأتي ومعها الإجابة عن مستقبل المنطقة إذا كان لها مستقبل بعد أن أتت نيران الحروب والصراعات على جزء كبير من دولها.