الهديل

خاص الهديل: هل يصبح لبنان جائزة ترضية أميركية لنتنياهو؟؟!

خاص الهديل

 

 

بقلم: ناصر شرارة
هناك انتظار يحبس أنفاس العالم لمعرفة متى ستبدأ ساعة الصفر لعملية الهجوم الإسرائيلي على إيران.. كل الاستعدادت لحصول الضربة التي تقول إسرائيل وأميركا إنها أصبحت وشيكة؛ تم اتخاذها؛ حتى إيران من جانبها أخذت أقصى تحضيراتها لاستيعاب الهجوم؛ فيما أميركا أرسلت علناً وليس سراً قائد القيادة المركزية الأميركية إلى إسرائيل لينسق الهجوم مع الجيش الإسرائيلي، الخ..
إنها عملية هجوم إسرائيلية على إيران معلنة سواء من حيث متى ستكون ساعة الصفر، وما هو دور أميركا فيه، وكيف يجب على إيران أن تتصدى له أو أن تحتاط قدر الإمكان منه.
نفس الأمر حدث خلال الهجومين اللذين شنتهما إيران خلال الأشهر الستة الأخيرة على إسرائيل؛ قبل نحو ٧٢ ساعة كانت أميركا تعرف متى ساعة الصفر؛ وكانت إسرائيل تعرف ما عليه فعله كي تحتاط قدر الإمكان من الهجوم، الخ.. ودائماً كانت أميركا تنسق لعبة تقاذف كرة تنس الردود بين طهران وتل أبيب.
.. لكن خلال آخر هجوم إيراني على إسرائيل حدث خلل رغم التنسيق الأميركي المكثف للميدان خلال حصول الهجوم. ما حصل هو أنه رغم أن واشنطن أبلغت تل أبيب بكل المعلومات التي تمكنها من تلافي أن يصيبها الهجوم الإيراني بأضرار كبيرة؛ إلا أنها ورغم ذلك واجهت فشلاً على مستوى أهلية دفاعاتها بصد الهجوم بنسبة عالية. ونتيجة ذلك تم تشبيه حال إسرائيل بمواجهة الهجوم الإيراني الأخير بحال حارس المرمى الذي يبلغه حكم اللعبة بكيف سيركل لاعب ركلة الجزاء الكرة وإلى أية زاوية سيوجهها؛ ومع ذلك يفشل حارس المرمى بمنع دخول الكرة في مرماه.
وحالياً تسرب أميركا مباشرة لإيران أو ربما عن طريق طرف ثالث أو حتى بشكل علني، بأن إسرائيل تقترب من بدء هجومها عليها، وبنفس الوقت تخوض إدارة بايدن مع إسرائيل نقاشاً يكاد يكون مسموعاً لكل العالم عن سقف الضربة المسموح بها ضد إيران.
.. وبحسب ما يتسرب إلى خارج الغرفة المقفلة من أصوات النقاش الإسرائيلي الاميركي، فإن بايدن يضع على نتنياهو شرطين إثنين: الأول عدم ضرب المنشآت النووية الإيرانية؛ والسبب وراء ذلك هو أن إدارة بايدن تعتقد بأن حل الملف النووي الإيراني يتم من خلال الخيار الدبلوماسي وليس العسكري.
الشرط الثاني هو عدم التعرض لمنشآت النفط الإيرانية؛ ذلك أن إيران تصدر يومياً مليون وثمانمائة ألف برميل؛ ومعظم هذه الكمية تذهب إلى الصين؛ وفي حال توقف إمداد الصين بالنفط الإيراني فإن بكين ستذهب إلى السوق العالمية للحصول على النفط ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط؛ وسيؤثر ذلك سلباً وبصورة سريعة على حملة كامالا هاريس الانتخابية كون أسعار المحروقات سترتفع بأمريكا، وسيشعر بهذه الزيادة بالأسعار كل مواطن أميركي يقود مركبة…
الاحتمال المتبقي هو أن يوجه نتنياهو ضربة مركبة لقطاعي التكنولوجيا الفضائية وصناعة الصواريخ البالستية، وهما قطاعان مرتبطان ببعضهما البعض.
.. وإلى ذلك هناك احتمال آخر، وهو أن يتم ضرب قطاعات سيادية إيرانية..
.. وما يتوقف عنده المراقبون في متابعتهم للهجوم الإسرائيلي الوشيك والأكيد على إيران هو التالي:
أولاً- ما هو السقف العسكري والسياسي والأمني التي ستضعه أميركا لهذه الضربة الإسرائيلية.
ثانياً- هل سيلتزم نتنياهو بهذا السقف.. وعلى افتراض أنه لم يلتزم – انطلاقاً من تقدير يقول إن نتنياهو هو الذي يقود بايدن في هذه المرحلة وليس العكس -، فما هي النتائج التي ستترتب على أمن كل المنطقة؟؟.. بكلام آخر هل تذهب المنطقة لحرب إقليمية واسعة؟؟.
ثالثاً- في حال كان السقف الأميركي الممنوح لنتنياهو مرتفعاً رغم بقائه تحت سقف تحييد قطاعي الطاقة والنووي؛ فهل سترد إيران كما قال عباس عراقجي بهجوم عالي السقف أيضاً؛ وحينها كيف يمكن توقع إلى أين ستصل الردود المتتالية المتصاعدة بين طهران وتل أبيب..
رابعاً- سيبقى هنا كسيناريو آخر وهو قد يكون الأكثر احتمالية وواقعية، ومفاده أن ينجح بايدن بإجبار نتنياهو على التخلي عن هدفه الكبير، وهو توريط واشنطن بحل وخيار عسكري ضد الملف الإيراني؛ وحينها سيطلب نتنياهو جائزة ترضية من بايدن لقاء تخليه عن مشروع ضرب النووي الإيراني عسكرياً؛ والسؤال هنا: هل يكون إطلاق يد إسرائيل في لبنان هو جائزة الترضية الأميركية لنتنياهو؟؟.
ما يحدث حتى الآن، وخاصة على الجبهة بين إسرائيل ولبنان، يؤشر إلى إمكانية أن الأمور في المنطقة ذاهبة نحو تطبيق هذا الاحتمال.. أي احتمال أن يصبح لبنان جائزة ترضية أميركية لإسرائيل!!.
Exit mobile version