الأردن والإمارات.. مسافة واحدة في كثير من القضايا الإقليمية والدولية
مع زيارة رئيس دولة الإمارات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الأردن يقف البلدين على مسافة واحدة في كثير من القضايا الإقليمية والدولية.
واستقبل جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الرئيس الإماراتي لدى وصوله إلى مطار ماركا.
ويبحث جلالة الملك والرئيس الإماراتي العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين، وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية.
وثمة تنسيق وثيق على المستوى السياسي بين البلدين، بالإضافة إلى التوافق والتناغم الكبير في مواقف البلدين تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية كافة في جميع المحافل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وعقد الزعيمان العديد من اللقاءات؛ حيث كانت آخر زيارة لجلالة الملك إلى دولة الإمارات في 21 آذار/مارس 2024، كما كانت آخر زيارة للرئيس الإماراتي إلى الأردن في 5 شباط/فبراير 2024.
وشهد البلدان زيارات رسمية متبادلة لكبار المسؤولين الأردنيين والإماراتيين، ووقعت اتفاقيات ثنائية عدة، فيما استمر التعاون والتنسيق العسكري المشترك.
– العلاقات الدبلوماسية –
تشهد العلاقات السياسية الأردنية الإماراتية تطورا وتميزا مستمرا؛ حيث يعتبر الأردن من أوائل الدول التي اعترفت بقيام دولة الإمارات وجرى ذلك في اليوم التالي لإعلان قيام الدولة 2 كانون الأول/ديسمبر 1971.
ورحب الأردن بإنشاء علاقات دبلوماسية كاملة مع الإمارات، كما صدرت الإرادة الملكية في 8 كانون الأول/ديسمبر 1971، بالموافقة على قرار الاعتراف بدولة الإمارات وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها على مستوى السفراء.
تم افتتاح سفارة دولة الإمارات في عمّان خلال يوليو 1973، وعيّن أول سفير للإمارات سعادة الشيخ فيصل بن خالد القاسمي سفيراً معتمداً لدى الأردن.
وتتسم العلاقات بكونها نموذجاً يُحتذى به في العلاقات العربية- العربية؛ سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتواصل المستمر بين قيادتيّ البلدين وكبار المسؤولين فيها، التي أرسى دعائمها جلالة الملك الحسين بن طلال وسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله، وسار على نهجهما جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتعتبر آفاق التعاون بين البلدين متقدمة في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والاستثمارية، لا سيما أن دولة الإمارات من أكبر المستثمرين في المملكة.
– القضية الفلسطينية –
ويؤكد جلالة الملك وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دائما على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة.
كما يشددان على أن السبيل الوحيد لإعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة هو من خلال إطلاق عملية سياسية للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وشدد الزعيمان على ضرورة التحرك الدولي العاجل؛ لوقف التصعيد العسكري الخطير وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكّد في اللقاءات ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإغاثية للأهل في القطاع من خلال تمكين المنظمات الإنسانية الدولية من القيام بواجبها بهذا الشأن وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة.
“الأردن والإمارات تنسيق مستمر”
تحرص قيادة البلدين على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحول التطورات الإقليمية والعالمية، بما يدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
وتتوافق الرؤى بين الأردن والإمارات في القضايا العربية والإسلامية والإقليمية والدولية كافة، وهو ما يتضح في الأداء الدبلوماسي والسياسي في المحافل الإقليمية والدولية.
وترتبط الدولتان أيضا بعلاقات عسكرية رفيعة المستوى، ترتكز على التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والكفاءات العسكرية والأمنية، فضلا عن المشاركة بفعالية في التدريبات العسكرية المشتركة، والمعارض التي تعقد سنويا في كلا البلدين.
ويعمل الجانبان على تعزيز المشاركة والتنسيق بفعالية في الجهود والتحالفات العسكرية العربية المشتركة، للتصدي لخطر الإرهاب، والدفاع عن القضايا العربية.
وأطلق الأردن اسم لواء سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على لواء التدخل السريع/عالي الجاهزية؛ تعبيرا عن عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، وتقديرا لدولة الإمارات وللشيخ محمد، في دعم القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، خصوصا في مشاريع الإسكان العسكري، ومدارس التدريب وغيرها.
ويعيش في دولة الإمارات ما يقارب 280 – 300 ألف أردني موزعين على مختلف الإمارات، ويعملون في شتى المجالات