خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
اليوم يسجل التاريخ مرور عام بالتمام والكمال على بدء حرب طوفان الأقصى.
يمكن بسرعة إيراد ما يقوله كل العالم عن المعاني التي أنتجها يوم ٧ أكتوبر العام ٢٠٢٣ :
لقد نجحت حماس باختراق أغلى وأقوى نظام أمني أقامته إسرائيل لحماية مستوطنات غلاف غزة.. وبشكل لم يكن متوقعاً تبين لنتنياهو وغالانت وهاليفي والشاباك أن حماس لم تكن مردوعة وأن فكرة الرشوة الاقتصادية لغزة لن تؤدي إلى تطبيع الحصار السياسي ولن تؤدي إلى إخراج خيار المقاومة من المعادلة.. وتبين أيضاً لإسرائيل أن زمن الحروب الخاطفة ولّى، وأن سرديتها حول القضية الفلسطينية انهارت في عيون طلاب العالم الذين هم مستقبله، الخ…
وبمقابل كل هذه الاستنتاجات الصحيحة والتي يتحدث عنها كل إعلام العالم بوصفها حقائق جديدة طرأت على الواقع الإسرائيلي وعلى مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ فإن هناك أسئلة يجدر طرحها؛ وبمقدمها سؤال عن الوحدة الوطنية الفلسطينية التي رغم كل ما حصل من إنجاز وأيضاً من ثمن باهظ دفعه الشعب الفلسطيني في سبيل تحرره، فإن أطراف الساحة السياسية الفلسطينية لا زالوا يتموضعون على مستوى عدم إنجاز وحدتهم في مربع ما قبل يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
لا يمكن التوقف بفخر أمام بيوم ٧ أكتوبر؛ أو بكلام آخر لا يمكن إظهار الوفاء لدماء أكثر من ماية ألف شهيد وجريح في غزة سقطوا خلال عام حرب طوفان الأقصى، من دون أن يتم التعبير عن ذلك بتوحد القرار السياسي الوطني الفلسطيني؛ وبجمع شمل التعبيرات السياسية الفلسطينية على نحو يدير الظهر بالكامل لعصر الفصائيلية وذلك لمصلحة سيادة نموذج الفلسطينية الوطنية.
يفترض أن يقف الفلسطينيون في يوم ٧ أكتوبر أمام ضريح الشهداء البواسل المظلومين الذين هم نسبة ملحوظة من أهل غزة؛ ويضعوا عليه أكليل إنجاز وحدتهم..
بمقابل يوم ٧ أكتوبر الذي اقتحم الحصار الاحتلالي على غزة وأسقط مقولات التفوق العسكري الصهيوني؛ هناك حاجة ماسة وطلب مُلح لإنتاج يوم ٧ أكتوبر سياسي وطني فلسطيني يخترق الانقسام وينجز الوحدة.
بعد حرب ٧ أكتوبر لا يمكن لطرف فلسطيني واحد حمل معاناة نتائج “حرب السيوف الحديدية الإجرامية” الإسرائيلية على غزة وشعبها.. معاناة غزة التي أسفر عنها القتل والتدمير الإسرائيلي المستمر يجب أن تخلق تكاتفاً سياسياً وطنياً حتى يصبح بالإمكان مواجهتها وحماية الروح المعنوية الفلسطينية من الإحباط والتشوه.
أضف أن الإنجازات التي أسفرت عنها حرب طوفان الأقصى وعلى رأسها دعم العالم للشعب الفلسطيني بوجه جرائم إسرائيل غير المسبوقة؛ يجب حمايتها والاستثمار بها من خلال تقديم صورة لقيادة وطنية فلسطينية جامعة ومسؤولة وغير فصائلية ولديها قدرة على إنتاج يوم تالي فلسطيني مستقل في غزة والضفة والقدس، وليس يوماً إسرائيلياً كما يريد نتنياهو ومنتدى ضباطه المتقاعدين.
إن الحاجة ماسة لإظهار قدرة الفلسطينيين على بناء يوم ٧ أكتوبر سياسي؛ أي إنجاز اختراق سياسي تاريخي لصالح تحقيق وحدتهم الوطنية المفقودة والتي هم اليوم بأمس الحاجة لها.