الهديل

خاص الهديل:التضامن مع النساء اللبنانيات بشكل يثير الجدل

خاص الهديل…

غنوة دريان

في خضم موجة التضامن التي انتشرت، فتح البعض “قلوبهم” ظاهرياً لاستقبال النساء اللبنانيات، بمجرّد أن بدأ الناس يهربون من بيوتهم هرباً من القصف، تائهين يبحثون عن ملجأ يحمي أطفالهم وعائلاتهم. عرض البعض “خدماتهم” في الزواج وتأمين المسكن بطريقة مهينة ومغرقة في الذكوريّة، فالبعض يغمزون ويلمزون إلى جمال المرأة اللبنانية، متجاهلين ظروفها الإنسانية الصعبة.

النساء لسن مجرد ضحايا إلى جانب الرجال والأطفال في حروب يختار بعض المجرمين خوضها فقط، بل مصيبتهنّ مضاعفة. مصيبتهنّ أخلاقية وقيمية أيضاً، في مجتمعات متخلفة لا تكفّ عن رؤية النساء كـ”سلع رخيصة” يُمكن استغلالها والاعتداء عليها، حتى في أقسى الظروف الإنسانية. المرأة التي تهرب من بيتها ووطنها، مكلومة وثكلى أحياناً، تُعتبر مجرد سلعة جنسية في عيون البعض.

 

مع بدء النزوح، بدأت المشاركات المهينة بالانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي من عدة دول عربية، ساخرة من النساء اللبنانيات اللواتي بدأن “البحث عن العرسان وعن أماكن للسكن” برأيهم. تأفّفت بعض النساء العراقيات اللواتي ما أن انتهينّ من تريند النساء السوريات، حتى بدأ الحديث عن النساء اللبنانيات.

 

كذلك، أبدت نساء أردنيات استياءهنّ من هذه الوقاحة في التعامل مع معاناة الناس، وظهرت العنصرية في التعاطف أيضاً، حيث طالب البعض بإعطاء الأولوية للاجئين اللبنانيين في مصر بدلاً من السودانيين، إلى حين انتهاء الحرب.

العنصرية في التعامل مع اللاجئين ظهرت سابقاً بشكل واضح، وتطرقت إليها بعض وسائل الإعلام، حيث تم التمييز بين اللاجئين السوريين والسودانيين في مصر، بناءً على لون البشرة. فالسوريون، ببشرتهم الأفتح، والنظرة النمطية إلى المرأة السورية بأنها جميلة و”غير مكلف الزواج منها وتدلع زوجها”، مقارنة بالمصرية، ونتج عن هذه النظرة السطحية زيجات كارثية، ووجدت العديد من النساء أنفسهن في زيجات مؤقتة في مصر لأسباب عدة، منها عدم القدرة على تثبيت الزواج بسبب نقص في الأوراق الثبوتية.

Exit mobile version