مندوب الكويت الدائم في جنيف: عدوان الاحتلال على لبنان يستدعي “وقفة دولية صارمة”
قال المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير ناصر الهين إن عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على لبنان واستمرار قصفه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) يمثلان “انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية والأممية وانتهاكا فاضحا للسيادة اللبنانية” ما يستدعي “وقفة دولية صارمة”.
وحمل السفير الهين في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة ختام الدورة ال57 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف مجلس الأمن والمجتمع الدولي “مسؤولية اتخاذ مواقف حازمة لإيقاف هذه الاعتداءات السافرة على لبنان” خاصة بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت قلب العاصمة اللبنانية (بيروت) قائلا إن “السكوت عن هذه الجرائم يقوض مصداقية الأمم المتحدة ويضرب سمعتها في الصميم”.
واستنكر السفير الهين بشدة كذلك الحملة التي تشنها سلطات الاحتلال ضد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش واعتباره “شخصا غير مرغوب فيه” إلى جانب حملات الاحتلال التي تستهدف مسؤولي المنظمات الأممية “لمجرد نقلهم الحقائق حول الأوضاع المأساوية في قطاع غزة”.
ووصف مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ب”الجمود” معربا عن أمله في أن تكون دورات المجلس المقبلة “أقل تسييسا للقرارات وأكثر دعما للآليات الفعالة لحماية حقوق الإنسان ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الشنيعة في كل من غزة ولبنان وغيرها من المناطق المتضررة بالحروب”.
وفي هذا السياق أكد السفير الهين التزام دولة الكويت بتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية عبر الجسر الجوي إلى غزة والسودان والدول المتضررة من الحروب وعلى الدور الدبلوماسي الفعال في السعي لإيجاد حلول سياسية للأزمات بما في ذلك الأزمة الحالية في السودان.
كما نوه المندوب الدائم بالدور الدبلوماسي البارز الذي لعبته دولة الكويت ضمن المجموعة العربية ومجموعة دول مجلس التعاون الخليجي في مجلس حقوق الإنسان لإيقاف الإبادة الجماعية في غزة والتصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي تحويل لبنان إلى “غزة أخرى”.
وأجرى السفير الهين سلسلة من اللقاءات مع عدد من الشخصيات البارزة من بينها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا إيغر والرئيس التنفيذي والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين إضافة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
وجاءت هذه اللقاءات في إطار الجهود الدبلوماسية ضمن مجموعة الدول العربية ومجموعة دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز التعاون الدولي وتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية للأزمات في المنطقة.
وصادق مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في دورته ال57 على عدد من القرارات بشأن تعزيز قدرات بعض الدول في تعزيز حقوق الإنسان كاليمن والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى إلى جانب قرارات تعنى بمناهضة التمييز العنصري في حين غابت الأزمتان في فلسطين ولبنان عن القرارات الصادرة عن المجلس.
وجدد المجلس ولاية البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان لمدة سنة واحدة وقرر كذلك تمديد ولاية بعض الخبراء المستقلين والمقررين الخاصين ومنهم المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان.
وكانت أعمال الدورة ال57 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان انطلقت في التاسع من سبتمبر الماضي واختتمت اليوم فيما تتواصل ولاية دولة الكويت إلى نهاية عام 2026.
وتأسس مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2006 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ويضم في عضويته 47 دولة يتم انتخابها دوريا لولاية مدتها ثلاث سنوات ويعتمد قراراته بالإجماع أو بالتصويت ولا تتمتع أي دولة فيه بحق النقض (فيتو).